في تصوير وضعه أحدهم في الـ"يوتيوب" يبدو أنه تم في منزل الشيخ عمر الأشقر رحمه الله ذكر ضيف خليجي له أن كتبه تلقى إقبالا شديدا في كل مكان، فتساقطت دموع الشيخ وشفتاه ترددان الإخلاص الإخلاص. يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالماً، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً".

لا أظن أن هناك طالب علم شرعي لم يدرس كتب الشيخ عمر الأشقر ويستزيد منها فيتوقف متعجبا من حسن الترتيب ودقة المعلومة وصحة الإحالة وأدب الخلاف.. والجميل في الأمر أن الشيخ يقول عن كتبه في العقيدة إن سبب تأليفها تساؤلات الشباب، مما دفعه لعقد دروس في العقيدة انتهت بكتب يدرسها الطلاب في كل مكان، فما أعظم هذا القرب من الشباب وما أشد حرصه رحمه الله عليهم.

تقول سيرة الشيخ إنه أمضى عشرين عاما يتتلمذ على يد ابن باز رحمه الله، لكن ما لا تقوله سيرته المكتوبة في ويكيبديا أنه كان ينأى بنفسه أن يكون ردة فعل لأحد، أو لوجهة نظر ما، بل هو دائماً مبادر في العلم. قضى حياته بعيدا عن الإعلام والمناوشات والخلافات، فاحترمه البعيد والقريب، وبقيت كتبه التي بكى من ثناء الناس عليها خوفا من أمر يقدح في إخلاصه شاهدة على عظيم من عظماء زماننا، في عصر ندر فيه العلماء وانقرض فيه الزهاد وقلت فيه القدوات، وإن كانت هذه الأمة يرحمها الله بالعلماء بين الحين والآخر.

يوم الجمعة الماضية وفي يوم رمضاني مبارك، رحلت روح الشيخ لبارئها كأنما اختار الله له وقتا يشبه نقاءه وصفاءه وإيمانه ولا نزكيه على الله.. فإلى جنان الخلد يا شيخنا.