سألني صديقي عن كيفية التعامل مع الحياة! فأجبته كالآتي: يجب أن تتعامل مع الحياة وكأنك تقود في طرقات الرياض، والتي تتطلب التعامل معها بجنون مراهق، وحذر مسن، وتمالك ناضج! يجب أن تشعر بأنك العاقل الوحيد في هذه الطرقات، وأن تتوقع حدوث أي شيء، وألا تعتمد على معرفتك الجيدة بها، ولا تستخدم حدسك في التعاطي معها.. يجب أن تعلم أن المرور هو كائن لا يمكن أن يظهر عند الحاجة له، لذا لا تؤمل كثيرا في وجود من يقود المركبات لبر الأمان، ولا تخدعك اللوحات الإرشادية، ولا تستجب للدعايات الإعلانية.. وكن يقظاً لـ"فلاشات" ساهر، وابتعد عن المواكب السيارة، ولا تزر طريق (الملك فهد) إلا في النوازل، وإياك والمرور من طريق (الملك عبدالله)؛ فالحفريات لا منتهية، والمخارج المستحدثة تأتي كل لحظة، وعبّد لنفسك طريقا يشق "الحواري" والأحياء، ولا تخبر به أحداً فيزاحموك عليه.. ولتعلم أن مدة الوصول لمبتغاك غير معلومة، فلا أحد يستطيع التنبؤ بإمكانية العبور لأي طريق في أي وقت، فلا صيف ولا حر ولا رمضان ولا مباريات.. تعصم الطرقات من الزحام. والأهم من هذا، يجب أن تكون مقداماً في القيادة، لا تخشَ "الطمرة" ولا تخف من مركبات الدفع الرباعي من حولك.. لا تغرك كذبة الأفضلية لمن بداخل "الدوار"، وكن أنت "الدوار" دوماً.. ولا تحاول العبث بالإشارات الضوئية عن الدوران يمنة أو يسرة؛ لأن نظاميتك ستفقدك الكثير.. وكن هادئاً (يا صديقي) عند رؤية الكائنات التي تمارس تسلق الأرصفة أثناء القيادة؛ فهي بالتأكيد تحاول أن تنتصر على عامل الوقت.. والحياة! وأهم ما يميز هذا، هو أن وجودك في طرقات الرياض يحميك من اتهام الحبيب بـ(اللا انتماء)، ويمنحنك الأولوية من خلال تصنيف الدريهم لأعضاء "الفرقة الناجية".. لذا، هذه الحياة، بسيطة جداً.. كن في المنتصف (حذراً).. كما هي الرياض.. أحياناً!