هل استطاعت منظمة التعاون الإسلامي على مدار الـ8 سنوات الماضية أن تجنب أفغانستان الإرهاب، والعراق الطائفية، والصومال المجاعة، والسودان التقسيم؟ واقع الحال يقول إنها فشلت. كل هذه الملفات مرت من تحت يدي منظمة التعاون الإسلامي مرور الكرام، رغم أنه كان لزاما عليها أن يكون لها دور حقيقي إزاءها، وألا تكتفي بتحميل الغرب مسؤولية مآلات الأمور فيها.

ولمن لا يعلم، فإن منظمة التعاون الإسلامي تعتبر ثاني أكبر منظمة بعد "الأمم المتحدة" من حيث عدد دولها البالغة 57 دولة بسكان تقترب أعدادهم من 1.5 مليار نسمة، ومع كل هذا فإن ذلك لم يشفع لها في أن تكون صاحبة "الكعب الأعلى" في مسألة التأثير على القرار الدولي. ولكي لا يفسر هذا الطرح على أساس أنه تحامل على المنظمة وأمينها العام، لنا أن نتقصى خلف حقيقة الدور الذي قامت به المنظمة للشعب السوري في محنته المستمرة منذ 18 شهرا، لنجد الإجابة بأن لا شيء يذكر، سوى تصريحات مستفزة من أكمل الدين إحسان أوغلو خرجت قبل أيام قليلة يقول فيها إن أمام الأسد خيارين؛ أحدهما كما يقول: الجلوس والتفاوض مع المعارضة!

والسؤال الذي يجب أن يوجه لأوغلو الذي تقف بلاده موقفا مشرفا من الأزمة، هل بعد كل آلاف الأرواح التي أزهقتها آلة بشار العسكرية والدمار الذي يضرب أطنابه في كل المدن والأرياف والأقاليم مجال للحوار، أم أنها تعبير عن رغبة إيرانية صرفة لا تزال تعرقل تعليق عضوية سورية الذي يعتبر في العرف السائد "أضعف الإيمان".

مثل تلك التصريحات، وغيرها من مواقف بعض الدول الإسلامية التي تحاول شق الصف الإسلامي بتعزيز الطائفية في المجتمعات هي من أصابت الأمة بما تمر به من حالة هوان وضعف، ويبقى الأمل معلقا بثالث القمم الاستثنائية المرتقبة في إصلاح الأمة عبر إرادة سياسية حقيقية، بعيدة عن المشاريع النهضوية الزائفة ومحاولات تصدير الثورة.