تُعد العلاقة بين الزوجين من أسمى وأرفع العلاقات الإنسانية، حيث إنها تحمل الكثير من المعاني والقيم والمُثل وأسمى وأنبل الصفات الوجدانية، فهي تجمع بينهما تحت سقف واحد، لقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة...) الآية. وأحاديث نبوية كثيرة جاءت لتؤكد على متانة هذه العلاقة.
على الزوجين أن يراعيا ويخافا حدود الله وما جاءت به آيات كثيرة وأحاديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلها تحث على أن تكون حياتهما فيها من المودة والرحمة... وأن تكون أنموذجا ومثالا يحتذى للزوجين اللذين يعرفان معنى هذه الحياة وكيفية التعامل فيها، أن يراعي كل طرف الآخر وأحاسيسه ومشاعره وأن يتقبل كل منهما الآخر وألا يدققا ويختلفا في صغائر الأمور، وفي كل ما يحدث من أمور تافهة، فهي لا تستحق التصعيد، أن يدركا عواقب ذلك وما يترتب عليه إذا حصل طلاق وكان أمرا واقعا لا محالة، وهذا لن يتم إلا بمشيئة الله عز وجل، ألا يقع الوالد في خطأ يدفع ثمنه باهظاً بتعنيف أبنائه وقسوته عليهم انتقاماً من والدتهم، في تصوره أن ذلك يشفي غليله، حتى لو أخطأت والدتهم فهم أبناؤه وفلذات كبده، وليخش الله أنه بالمرصاد لكل ظالم... ينجم عن ذلك ضياع وشتات للأبناء قد ينحرفون إلى طريق غير سوي وأمور وتبعات كثيرة يندم عليها والدهم ويعض أصابع الندم.