على ضفاف نهر "التايمز" اللندني تجمعت شعوب الأرض في صيفية حالمه بالذهب لا تليق إلا بعاصمة الضباب العريقة وضيوفها الذين تجمعوا ليشهدوا أن لكل شيء لدينا خصوصية حتي في الاتحادات الرياضية، فمن الطبيعي جداً أن تتراجع مستوياتك وتتدهور ولا يحرك ذلك لديك ساكناً، بل بالعكس قد تكون أنت أول العائدين لأضواء البرامج الرياضية وأكثر المنظرين عن مستقبل الرياضة وخطط التنمية المرتقبة سواء في لعبتك أو حتى على مستوي اللجنة الأولمبية.

كان كل شيء هناك جادا كجدية قسمات وملامح البريطانيين أنفسهم باستثناء بعثتنا التي لم تتواتر أخبارها على الإعلام إلا في الاشتباه بفضيحة سوق سوداء لدعوات الافتتاح، وأنباء ترددت عن تأخر مستحقات فنادق استاجرتها الاتحادات التي تشتكي مالياً ليسكن بها قرابة 200 شخص لمرافقة 15 رياضيا فقط "بخلاف رباعي الفروسية" كان أفضل ما حققوه هو الوصول إلى نصف النهائي.

نعلم أن صناعة البطل الأولمبي ليست سهلة، لكننا تأكدنا في لندن أنها ليست مستحيلة، فقد شملت قائمة الميداليات دولاً لا يمكن مقارنة إمكانياتها المادية بأي حال من الأحوال بالمملكة فضلاً عن توفر وتشابه الإمكانات المناخية والجغرافية معها.

لن نطالب الاتحادات بشيء ولن نحاسبها على ما تفقده، فمن المؤكد أنها أعدت سلفاً أسطوانة المبررات، لكن نسألهم عن حمرة خجل وطنية تدفعهم للتقدم باستقالة جماعية ترفع الحرج عن المسؤول وتفتح الأبواب لآخرين قد يحركوا المياه في اتحادات تئن ركوداً منذ سنين، وتطلب التغيير وفي مقدمتها اتحاد أم الألعاب ومنجم الميداليات الذي مضى على رئيسه عقدين من الزمان لم يتغير بها الوضع، ونحن نتابع اكتساح دولتي جامايكا وكينيا مسقطة بذلك أسطورة احتكار دول العالم الأول.