ينقص إعلامنا مهنية الرد في بعض الأحيان، وأحيانا لا يوجد تنسيق إعلامي في حالات الطوارئ كحالة التشهير الإعلامي التي يتعرض لها الوطن أو المواطن في بعض المواقف، كما أن إدارة الحملات الإعلامية حتى لو قامت بتوضيح وجهة النظر فأحيانا لا تأتي بالمطلوب.
الوطن مستهدف وهناك أدوات إعلامية تقوم بحملات إعلامية مكثفة بعيدة عن المصداقية والحياد، بل تقوم بالعزف على إحساس ومشاعر الناس واستغلال السبق لشحن النفوس بدون التأكد من حقيقة الموقف أو الحدث، بل هناك تعمد واضح وجلي ومقصود لعدم سماع أي وجهة نظر أخرى للوصول إلى أهداف ربما تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، إن تُركت فالصمت أمام هذه النوعية من الحملات غير مفيد، وأحيانا يفسر هذا الصمت بأنه حجة.
يجب التصدي للحملات الإعلامية الموجهة ضد الوطن بحزم واحترام لأخلاقيات المهنة، وعدم الانحدار إلى الإسفاف، ففي هذه الحملات ينبغي أن يكون الرد موزونا وواضحا.
إن السبيل المؤدي إلى الحقيقة دون زيادة أو نقص هو الوصول إلى توضيح الموقف بكفاءة وبقوة ومهنية قبل أي شيء، أما من يتعمد خلاف ذلك فهذا شأن آخر لأن الرغبة في التشويه للتشويه مرض ليس للإعلام النزيه علاجه، لأنه قد يأتي بنتيجة لمن يتوهم أن صمت الحكمة ضعف، عندها لا بد من رد حاسم وصادم أيضًا دون الخوض في مهاترات، بل توضيح وتصريح وبلا تجريح.
يبقى الإعلام بأنواعه وسيلة للوصول إلى غايات سياسية واجتماعية وتجارية، والحملات الإعلامية هي إحدى أهم الأدوات التي تؤدي إلى تحقيق هذه الأهداف، لكنها تختلف من وسيلة إعلامية إلى أخرى فليست كلها في طريق واحد.
إن الاحترام في الاختلاف أقوى أنواع الاحترام، وليس الضوضاء والتشويش ودس السم بالعسل، لأن المتابع من قارئ أو مشاهد أصبح أكثر وعيا، وتمرير أي موقف لن يتقبله بسهولة، وسيستمر المنبر الذي يتبنى الحقائق له قصب السبق في أي شكل من أشكاله، سواء كان مرئيا أو مقروءا، وفي النهاية الإعلام رسالة.