يقف المحرضون علينا في الفترة الماضية، حائرين ماذا يفعلون أو يقولون تجاه التطبيق الفعلي لعدم المساس بـ"الذات الإخوانية"، خاصة بعد صدور قرار من وزارة الاستثمار المصرية عبر المنطقة الإعلامية الحرة، بإغلاق قناة "الفراعين" التي يرأسها الدكتور توفيق عكاشة، بسبب التحريض على قتل الرئيس مرسي وقلب نظام الحكم!
لا أحد يقوى على النقد، ولا التحريض، وفي الوقت ذاته، لا يوجد عاقل يؤيد ترك الساحة الإعلامية أمام المحرضين، أيا كانوا، أو من يريدون شق الصف، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن أن يُقبل الرأي ممن تتقلب عندهم المفاهيم، وتتغير بناء على الشخص المقابل أو المتضرر، أو بناء على من هو الخصم/الحكم. مثل هؤلاء، يطالبون بحرية التعبير بلا حدود، لكن حين يتم المساس ببعض الرموز التي يصنعونها يوما بعد يوم، تصبح المسألة متعلقة بالقمع، واستخدام السلطات لقمع أصوات الحرية المزعومة. وإذا كان ما قام به عكاشة يعتبر تهديدا للأمن وتحريضا على القتل، ولقي قرار إيقافه تأييدا من البعض، فإنه يجب عليهم بنفس المنطق أن يصمتوا عن التطبيل لبعض رموز التحريض، ومنهم ذلك الذي خرج على قناة الجزيرة قبل سنوات يؤيد عمليات أزلام تنظيم القاعدة في الرياض، حيث كان يطلق عليهم لفظ "شباب" ويعتبر ما يقومون به شرفا. وإذا كان عكاشة يحرض على قتل الرئيس ـ وهو أمر غير مقبول ـ فإن نظير قوله أيضا غير مقبول.
حرية التعبير، هي ما يطالب به الجميع، ولكل مجتمع ضوابطه، لكن المضحك هو أن يتم تأييد إيقاف صوت، والتباكي على صوت آخر تم إيقافه، كله يعتمد على الانتقائية بما يخدم المصلحة الخاصة لهذه المجموعة أو تلك.