أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن رئيسها جاكوب كيلينبرجر تلقى أمس من موسكو "إشارات إيجابية بدعم" طلبه إعلان هدنة يومية لساعتين "في كل المناطق التي يطالها العنف" في سورية.
وقال المتحدث باسم المنظمة هشام حسن إن "الاجتماع بين كيلينبرجر ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو كان إيجابيا. وتلقت اللجنة خلاله إشارات إيجابية بدعم مبادرتنا لوقف المعارك لساعتين يوميا في كل المناطق التي يطالها العنف". وتابع أنه إلى جانب فكرة الهدنة "تناولت المحادثات أهمية القيام بعمل إنساني محايد ومستقل في سورية". وأضاف "هذا الاجتماع يندرج في إطار اتصالاتنا مع كل الذين يمكنهم ترك أثر إيجابي على عملنا الإنساني في سورية".
لكنه لم يشأ القول ما إذا كان من المرتقب عقد اجتماع مماثل في بكين التي عارضت حتى الآن على غرار موسكو مشروعي قرار في مجلس الأمن يدينان القمع في سورية. واكتفى بالقول "نأمل في رؤية نتائج ملموسة لاتصالاتنا على الأرض". وقال "في انتظار ذلك نواصل أنشطتنا الإنسانية مع شركائنا في الهلال الأحمر السوري"، مضيفا أن "محاورينا الرئيسيين هما السلطات السورية والمعارضة السورية".
وأكد لافروف عقب اللقاء أن بلاده واللجنة الدولية يمكن أن تتخذا خطوات مشتركة لحل المشاكل الإنسانية في سورية، فيما شدد كيلينبرجر على أن الوضع في سورية متدهور للغاية وهو بحاجة إلى حلول سريعة.
في غضون ذلك، وصل الخبراء الدوليون الخمسة الذين أوفدهم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص كوفي عنان إلى سورية أمس في محاولة لوضع حد لأعمال العنف.
وأعلن الناطق باسم عنان، أحمد فوزي إن "الوفد وصل بالفعل" موضحا أنه يتكون من "خمسة أشخاص يتمتعون بخبرة في مجالات السياسة وحفظ السلام والوساطة". لكنه رفض تقديم المزيد من التفاصيل حول برنامج زيارتهم مكتفيا بالقول إنهم سيلتقون مسؤولين سياسيين كبارا في وزارة الخارجية السورية.
وأكد فوزي أن الخبراء مكلفون "بالتوصل إلى اتفاق حول إجراءات ملموسة لتنفيذ اقتراحات عنان" الأمر الذي يقتضي "آلية مراقبة". وأفاد أن "زيارة عنان المقبلة لسورية ستكون إلى حد كبير رهنا بالتقدم الذي سيحرز" خلال المحادثات بين خبراء الأمم المتحدة والسوريين، مشيرا إلى أن عنان لا ينوي زيارة بلدان أخرى في الوقت الراهن.
وبدورهما، ناشدت منظمتا الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي الشعب والسلطات السورية إلى احترام حياد ونزاهة موظفي المنظمتين الذين يشاركون في بعثة تقدير الاحتياجات الإنسانية الموجودة حاليا في سورية. وأوضحت المنظمتان في بيان نشر على موقع منظمة التعاون الإسلامي أن مشاركتهما في هذه البعثة الهامة ليس لها أي طابع سياسي، وهدفها هو الاطلاع المباشر على الوضع الإنساني والأحوال في البلدات والمدن المختلفة. وناشدت المنظمتان جميع السوريين احترام سلامة وأمن موظفي المنظمتين من أجل تيسير الاحتياجات الإنسانية وتقديم المساعدة إلى المدنيين.
وكان فريق فني شكله المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للشأن السوري كوفي عنان قد وصل فجر أمس إلى دمشق، ومن المقرر أن يبدأ لقاءاته اليوم مع مسؤولي الخارجية السورية. وقال مصدر سوري إن الفريق سيبدأ المحادثات بلقاء نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
في غضون ذلك، بدأ الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أمس جولة أوروبية تستغرق 4 أيام يزور خلالها بلجيكا وسويسرا لبحث الملف السوري. ومن المقرر أن يجري العربي مباحثات في بروكسل مع الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، يتوجه بعدها إلى جنيف لمناقشة الملف السوري مع ممثل الجامعة العربية والأمم المتحدة في سورية كوفي عنان في ضوء تقريره الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن الجمعة الماضية.