أبدى عدد من مواطني بعض أحياء المدينة المنورة تذمرهم من تعثر العمل في عدة مشروعات مدرسية منذ سنوات طويلة، وسط استمرار إدارة التعليم في التعاقد مع ملاك مبان سكنية لافتتاح مدارس جديدة، مما يشكل خطرا على سلامة أبنائهم.

وقال المواطن ناصر الردادي إنه وجيرانه سكان مخطط السلام وسط المدينة يعانون كثيرا لقاء تأخر إنشاء مجمع مدارس الحي، وإن المشروع الذي بدأ العمل به قبل سنوات عاد للتوقف مرة أخرى، وبقي خاويا منذ عامين، دون أن يحمل المشروع لوحة تفيد بزمن تنفيذه، وإن السكان الذين اشتروا الأراضي بالمخطط، انتهوا من تشييد منازلهم، وسكنوها منذ سنوات، إلا أن مبنى مجمع المدارس ما زال يلاحقه التعثر. "الوطن" رصدت جانبا آخر من تعثر المشروعات المدرسية في ذات المخطط "السلام"، حيث ما زال مشروع مجمع مدارس الأمير فيصل بالمخطط متعثرا، وعندما يعود إليه يكون بصورة بطيئة جدا، حيث إن أثر التلف والصدأ واضح على بواباته الخارجية، وسط استمرار العمل في داخله، والتوقف من حين لآخر، وسط غياب اللوحة التفصيلية التي تعرفنا بالمشروع ومدة تنفيذه، والشركة المنفذة.

وفي حي مجاور، رصدت "الوطن" أيضا تعثر مشروع مبنى متوسطة عمر بن العزيز، المشروع الذي بدأ العمل به منذ 7 سنوات، ولم ينته حتى الآن، وسط انقطاعات في العمل لسنوات طالت المشروع، حيث تم الاكتفاء بوضع لوحة أمامه تحمل اسم الشركة المنفذة، وهي ذات الشركة التي أعلنت وزارة التربية سحب نحو 40 مشروعا منها في عدة مناطق، قبيل فترة وجيزة، لتعثرها في تنفيذ هذه المشروعات.

من جانبه، بين المواطن صافي المطيري، أنه وجيرانه بمخطط الأمير تركي، ما زالوا بانتظار انتهاء مشروع مبنى مدرسة الوليد بن عقبة المتوسطة، إلا أن توقف العمل في المشروع منذ 8 سنوات، تسبب في إحباطهم، مما استدعى بقاء أبنائهم في مدارس تقبع في مبان سكنية غير صالحة للأداء التعليمي، وفي أحياء متفرقة بعيدة عن الحي الذي يسكنونه، مشيرا إلى أن أطفالا من الحي أشعلوا النار بالمبنى الذي أصبح مهجورا، وغير مكتمل، وعبثوا بمحتوياته من أداوات الكهرباء والسباكة وغيرها.

وأوضح المطيرى، أن تعاقب المقاولين على المشروع، أدى إلى عدم قدرتهم على الانتهاء من العمل، مما دفعه وعدد من أهالي الحي، إلى تقديم شكوى لمدير المشاريع المدرسية بتعليم المدينة، إلا أن شكواهم لم يسمع لها صدى، ولم يحصلوا على أي رد من مسؤولي إدارة التعليم، وأنهم بصدد تقديم شكوى جماعية جديدة إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، حول تأخر تسليم المشروع وإهدار مبالغ كبيرة لم يستفد منها المواطن. إلى ذلك، علمت "الوطن" من مصادر مطلعة بتعليم المدينة المنورة، أن نحو 8 مشروعات مدرسية بالمدينة المنورة، تم تصنيفها تحت "التعثر" أدناها متعثر منذ 4 سنوات، وأعلاها هو مبنى مدرسة الوليد بن عقبة بمخطط الأمير تركي، حيث وصل التأخر فيه إلى نحو 8 سنوات.

وذكر أن مشكلة تعثر المباني المدرسية، تؤرق الوزارة، حيث أعدت إدارة التعليم تقريرا مفصلا بهذه المشروعات، وتم رفعه إلى وزارة التربية والتعليم لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال استكمال تنفيذها، وسحبها من الشركات المنفذة.

"الوطن" وضعت كامل مشكلة تعثر المشاريع المدرسية على طاولة المتحدث الرسمي بإدارة تعليم المدينة المنورة عمر برناوي، منذ نحو شهر عبر خطاب رسمي طلب أن يرسل إليه، إلا أنه لم يرد على هذا الخطاب، رغم عدة محاولات كلها باءت بالفشل.