صديقي الرجل المنشغل بالمرأة، وصدقاً: هل أنت تفعل ذلك خوفاً عليها أم لاعتقادك بمسؤوليتك الكاملة عنها، أم بأنها تحمل قنبلة أخلاقية قد تنفجر بأي لحظة مخلفة فضائح قابلة للانشطار؟ وعلى أي حال كان جوابك فمن الجيد ألا تفرضه بسلطتك، أو اعتقادك أن وجودك يكون بسحقها، وأنت الذي تحفظ حقوق المرأة في الإسلام صمّاً، لكنك ولأسباب تتعلق بسور العيب السعودي العظيم فأنت لا تطبقها، وتردد كطالب يقف أمام زملائه معلومة حفظها عن أسماء زوجات الرسول مثلاً، لكن حين يأتي الأمر لاسم زوجتك فإن المعلومة تصبح بالغة السرية، لا يمكن لأحد الاطلاع عليها، مستخدماً عوضاً عن ذلك رموز كـ "الأهل - العيال - الجماعة".. أن ترجع من سفرك خارجاً ممتدحاً كيف يعيش البشر هناك وأن النساء لا يعترضهن أحد، لكنك اعتدت مثلي على رؤية المرأة هنا "مشروع صيد".. ليس أسهل من أن تطلق الشعارات كألعاب نارية مدهشة وتظهر بثياب الرجل المنفتح برتبة نصير المرأة والذي يقدم وقته قرباناً لقضاياهن، لكن إن اقترب الأمر من محيطك فتختلف الحكاية.. أترضاها لأخيك؟

أعني أن تعقد مجموعة من النسوة حلقة نقاش عما الذي يمكن لك أن ترتديه، وأي وظيفة لتليق بهن قبل أن تناسبك، عن أولئك الأقارب الذين يظهرون لك فجأة مع أنك لم تشاهدهم منذ ربع قرن ليفرضوا عليك ما يختارونه.. وستشعر بالضيم إن أصبح مصيرك وتحت وطأة "المحرم" بيد أصغر أخواتك عمراً.. أو أن أباك لا يستطيع استخراج جواز له إلا بحضورك.

ما تحتاجه المرأة يا صديقي هو ألا تحتاجك، وأن تكف عن ملاحقة قضاياها، لأنك لن تكون أجدر منها بالمنافحة عنها، فتدخلك بحد ذاته هو القضية التي عليك الانشغال بحلها.. المجتمع الأعرج هو من يصبح - بلا سبب مقنع - لأحدٍ السلطة فيه على آخر، وحاجة الضعيف للقوي أشد من حاجته.