منذ انطلاق الثورة السورية، وهي تتأزم إلى درجة تتحول فيه الخطوات إلى مغامرة، واليوم سورية نفسها مهددة بالصوملة من خلال حرب أهلية من جماعات مسلحة، وتعقيدها بعناصر "الانفصال الكردي" و"الخلافات الطائفية" و"الصراعات على السلطة" و"القاعدة والسلفية" و"السلاح الكيماوي".
والواقع أن نظام الأسد على مدى عقود لم يحقق الرفاه إلا لعائلة الأسد والدائرة الضيقة من المنتفعين وحدهم، وخلق مافيا حقيقية لتجارة المخدرات جعلت من سورية مصنعا ومعبرا لها، وفرض سوق سوداء للمواد الأساسية سيطرت عليها عائلته، فكان الفشل الاقتصادي، ليأتي التضييق الأمني الذي سيطر على كل شيء وضغط وصولا إلى الثورة التي قرر النظام قمعها ليس بالحل الأمني لكن العسكري منذ انطلاقتها.
لتكون المجازر والدماء التي سُفكت بعلم الرئيس الأسد أو لفشله في السيطرة على الحرس القديم والجديد الذين كانت خلية الأزمة مركز تنفيسهم عن شخصياتهم الإجرامية للقضاء على كل ما يشكل خطرا على النظام ولو كان طفلاً صغيرا يحمل حجرا، ودروس الأب القائد حافظ الأسد تطبق حرفياً لضمان استمرار النظام ولو على الجماجم.
النظام الدموي ليس سياسياً، والدول الغربية المترددة قررت أخيراً دعم الثوار للوقوف مع خيار مبكر لبعض الدول العربية التي تحولت للدعم المالي والعسكري بعد أن لمست صعوبة الحصول على قرار دولي بسبب الفيتو الروسي والصيني، مراهنة على وعي شعب حضاري يستطيع مواجهة التحديات برموز بدأت تتشكل من خلال الانشقاقات الحاسمة سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا للنخب الوطنية الجديدة، ليأتي الجواب بأن داعمي الثورة لم يتعجلوا، لكن الشعب السوري هو من تأخر في الثورة.