أكد نائب الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع عضو اللجنة العليا للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي الدكتور محمود بن محمد نقادي، أن الوعي بالموهبة ارتفع لدى الطلاب، مستدلاً بذلك على تسجيل 48 ألف طالب وطالبة من كافة مناطق المملكة، في الأولمبياد بواقع أربعة أضعاف المشاركين خلال العام المنصرم.

وأشار في حوار مع "الوطن" إلى أن الفائزين في التصفيات سيمثلون المملكة في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة الذي سيقام في الولايات المتحدة الأميركية في مايو المقبل، بعد دخول شركة "إنتل" كشريك فاعل في تدريب الموهوبين في مسار البحث العلمي، في الوقت الذي كشف فيه السعي لإقامة معارض للمبدعين في كافة المدارس.

وأنتم على وشك إقامة المعرض النهائي للأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع" كيف ترون تأثير مثل هذه المشاريع في تحقيق رؤية القيادة نحو المجتمع ؟

اسمح لي قبل أن أبدا أن أتقدم بالتقدير والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" على اهتمامه ورعايته المستمرة للمؤسسة، وآخرها موافقته على تشكيل مجلس الأمناء واللجنة التنفيذية.

والدعم الذي تلقاه موهبة من خادم الحرمين الشريفين ساهم في النقلة النوعية التي شهدتها المؤسسة في الفترة الأخيرة، وهو في واقع الأمر دعم لمسيرة الموهبة والإبداع والابتكار في الوطن، ودعم لكل ما من شأنه نشر ثقافة ومناخ الإبداع في المجتمع.

وأتقدم بالشكر إلى أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز على رعايته الكريمة لأولمبياد "إبداع"، وهو تأكيد على اهتمام القيادة بالموهوبين وتكريمهم.

وكيف تفاعل الطلاب والطالبات مع هذا الحدث؟

منذ البداية كان لدينا إيمان بأن المملكة العربية السعودية تحتضن مجموعة هائلة من الموهوبين والموهوبات، وهذا ما جسدته أرقام الطلبة الذين سجلوا بياناتهم ضمن موقع "موهبة الإلكتروني" للمشاركة في تصفيات "أولمبياد إبداع" لهذا العام، إذ بلغ عدد المسجلين أكثر من 48 ألف طالب وطالبة في جميع مدن المملكة، بما يعادل 4 أضعاف المشاركين العام الماضي، وبدأت التصفيات بالمرحلة الأولى التي فاق عدد المدارس المشاركة فيها 5243 مدرسة بما يمثل 35 في المئة تقريباً من المدارس المستهدفة في المملكة، وكان نصيب مسار الابتكار 14680 طالباً و6607 طالبات، فيما بلغ عدد المسجلين في مسار البحث العلمي 19064 طالباً، و7652 طالبة. ثم أقيمت المرحلة الثانية من التصفيات في 180 معرضاً على مستوى إدارات التربية والتعليم، وقام على تحكيمها 2192 محكماً ومحكمة، وبلغ عدد المشاريع المتأهلة في هذه المرحلة 2072 مشروعاً، تبعتها المرحلة الثالثة من التصفيات على مستوى المناطق التعليمية في 52 معرضاً قام على تحكيمها 536 محكماً ومحكمة، وبلغ عدد المشاريع المتأهلة إلى المرحلة النهائية من التصفيات 400 مشروع، تتنافس خلال الفترة من 26 وحتى 28 ربيع الآخر الجاري في فندق الفيصلية ومركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض.

من سيتولى تقييم المشاريع خلال المرحلة النهائية من الأولمبياد؟

سيتولى تحكيم المشاريع الـ400 التي وصلت إلى المرحلة النهائية من التصفيات، 164 محكماً ومحكمة، يختارون الفائزين الذين سيمثلون المملكة في المحافل والمشاركات الدولية. وهؤلاء المحكمين جرى اختيارهم بناء على معايير علمية دقيقة، ويتمتعون بخبرات واسعة في مجالات البحث العلمي. كما أعدت "موهبة" 9 أدلة إرشادية يستفيد منها الطالب والمعلم المشرف على مشروع الطالب والمحكمين ومديرو مسارات الأولمبياد.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم خلال مراحل الأولمبياد؟

بفضل الله، أكسبتنا الفعاليات السابقة خبرة جيدة في مجال اكتشاف مواهب الطلبة، ومع ازدياد عدد المشاركين والتوسع في الأولمبياد، والسعي المتواصل لتجويد هذه المشاريع والمنافسة الحقيقية في المحافل الدولية حرصت "موهبة" ووزارة التربية والتعليم على وجود شركاء يسهمون في تطوير فعاليات الأولمبياد ودعم وتشجيع الطلاب والطالبات، وجرى تشكيل اللجنة العليا للأولمبياد الوطني للإبداع العملي برئاسة نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمؤسسة "موهبة" معالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، وعضوية متخصصين في 8 جهات حكومية تمثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالعزيز وشركة أرامكو السعودية. ولعب أعضاء اللجنة العليا دوراً محورياً في اعتماد الخطة الاستراتيجية لـ"الأولمبياد" وتحديد الفعاليات والبرامج التي تقام خلاله، إضافة إلى تذليل الصعوبات كافة التي واجهت فريق العمل والمشاركين، وهو ما أسهم في سير العمل بطريقة سلسلة، وإن كان من إشكالات فهي بسيطة ويجري معالجتها في وقتها.

كيف تقيمون شراكتكم مع شركة إنتل في هذا المشروع ؟

العلاقة مع شركة إنتل استراتيجية ومستمرة منذ سنوات، وهي تتطور كل عام بشكل أفضل تخدم أهداف موهبة وانتل، وفي هذا العام سيزور وفد من الشركة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع" وهم نائب رئيس شركة إنتل العالمية السيد جون ديفيس، ومستشار نائب الرئيس راكيش بوفادا، ومدير تطوير الأعمال شركة إنتل – الشرق الأوسط اندي نعمة، وهذا يعكس الاهتمام المشترك بين الطرفين، وتميز العلاقة بين الطرفين.

كما أود أن أضيف أن الطلاب والطالبات الفائزين في التصفيات النهائية من "أولمبياد إبداع" سيشاركون في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة الذي سيقام في الولايات المتحدة الأميركية في شهر أيار (مايو) المقبل.

هل يعني هذا أن "أولمبياد إبداع" اتخذ شكله النهائي؟

بالطبع لا، فالمستقبل يحمل أفكاراً كثيرة لتطوير "أولمبياد إبداع"، وتتعلق الخطوات التطويرية بالعمل على زيادة عدد المشاركين، ونشر ثقافة البحث العلمي والابتكار، ومحاولة الوصول إلى إقامة معرض في كل مدرسة في مختلف إدارات التربية والتعليم في المملكة.

كيف تقيّمون التعاون مع المؤسسات ذات العلاقة بالموهبة والإبداع خصوصاً وزارة التربية والتعليم والجامعات البحثية كما هو توجه عدد من دول العالم للتحول إلى مجتمع المعرفة؟

لا شك أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم أسهم إسهاماً فاعلاً في تطوير منظومة رعاية الموهوبين، إذ إن الجهود الهادفة إلى اكتشاف الموهوبين ورعايتهم كانت في البداية مشتتة، فوزارة التربية والتعليم كان لديها 4 مسابقات تهتم في هذا الجانب هي مسابقة البحث العلمي ومسابقة المبتكرات العلمية والمسابقة الوطنية للإبداع ومسابقة فاديا الفهد، كما كان لدى موهبة مسابقتان هما جائزة الإبداع العلمي ومعارض موهبة للعلوم والهندسة، ومن هنا فكر مسؤولو مؤسسة "موهبة" ووزارة التربية والتعليم في تنظيم هذه الجهود وخرجت إلى النور فكرة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، الذي يعد خطوة مهمة على طريق التحول إلى مجتمع قائم على المعرفة، ودور "موهبة" الرئيس في هذا الجانب هو اكتشاف ورعاية الموهبة والإسهام في دعم المخترعين وعمل كل ما من شأنه تمكين الموهوبين من تقديم ابتكارات وإبداعات ذات قيمة اقتصادية يتم تسويقها واستثمارها لخدمة التنمية والاقتصاد الوطني من خلال التنسيق مع الجامعات والمراكز البحثية والتعاون معها بشكل تكاملي.