دعا المبعوث الخاص المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى توحيد موقفهم حيال نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك خلال عرضه أمامهم نتائج مهمته في دمشق في محاولة لوضع حد للقمع في سورية. وفي غضون ذلك قررت دول مجلس التعاون إغلاق سفاراتها في دمشق احتجاجا على "تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري".
وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة مخاطبا الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن وفق ما نقل عنه دبلوماسيون أمس "كلما كان موقفكم قويا وموحدا، كانت الفرص كبيرة لتغيير دينامية النزاع". وأضاف عنان الذي كان يتحدث في مؤتمرعبر الدائرة المغلقة من جنيف "أدعو مجلس الأمن إلى التوحد دعما لجهودي". وأخفق أعضاء مجلس الأمن حتى الآن في التوافق على إصدار قرار حول سورية بسبب معارضة موسكو وبكين. ووصف الموفد عنان ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها "مخيبة للآمال"، كما أفاد دبلوماسيون أمس. وقال المتحدث عنان المبعوث إن الأخير سيوفد فريقا إلى دمشق الأسبوع المقبل لبحث اقتراح بنشر مراقبين دوليين هناك. وأضاف أحمد فوزي في جنيف تعليقا على بيان لوزارة الخارجية السورية "أستطيع أن أؤكد أن أحد الاقتراحات في العرض هو آلية للمراقبين". وأضاف "سيرسل عنان فريقا إلى دمشق أوائل الأسبوع المقبل لبحث تفاصيل هذه الآلية وكيفية تنفيذ العناصر الأخرى للمقترحات". وتابع "ستتوقف خطوته التالية على التقدم الذي تحرزه مهمته أو عدمه". وقال فوزي إن عنان عقد محادثات منفصلة مع سفيري الصين وروسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أمس.
وفي سياق متصل أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله في أن تلقى مهمة عنان، دعم جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي فوك يريميتش في موسكوأمس إن ذلك "يعني أنه ليست روسيا والصين فقط اللتان يجب أن تبعثا برسائل إلى دمشق لتتعاون تعاونا تاما مع بعثة عنان، بل يتعين على غيرهما من أعضاء مجلس الأمن أن يبذلوا جهودهم ويطالبوا المعارضة بعدم تصعيد الوضع والتعاون على النحو ذاته مع عنان والاستجابة بشكل بناء لتلك الاقتراحات التي يصوغها". إلى ذلك يتوجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى بروكسل غداً في زيارة تستغرق يومين للمشاركة في مؤتمر الأنروا حول الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وينتظر أن يلتقي العربي خلال المؤتمر كاثرين آشتون" وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي ومسؤولة الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد" حيث يبحث معها الأوضاع بالمنطقة خاصة الوضع في سورية. وسيتوجه العربي بعدها إلي جنيف في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية حيث يبحث معه نتائج مهمته في سورية وما شهدته من مناقشات، وتصاعد في وتيرة القتل ورؤيته لفرص نجاح مهمته.
من جهة أخرى أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في تصريح أدلى به من مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض مساءَ أول من أمس أن "دول مجلس التعاون قررت إغلاق سفاراتها في دمشق تأكيدا لموقفها الرافض لتمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري الأعزل وتصميم النظام على الخيار العسكري وتجاهل كل المساعي للخروج من الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق". وطالب الزياني "المجتمع الدولي باتخاذ مواقف حازمة وعاجلة لوقف ما يجري في سورية من قتل وتعذيب وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان السوري وحقوقه المشروعة".