احتفل مئات من الناشطين السوريين الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم يحدوهم الأمل لكن بلا أوهام كبرى، إلى الحدود التركية السورية بذكرى مرور عام على انطلاق الثورة السورية بمحاولة تنظيم "قافلة حرية" لم يكن منعها من الاقتراب من الأراضي السورية مفاجئا. وتجمع الناشطون أول من أمس في مدينة غازي عنتاب الكبيرة في جنوب شرق تركيا ليتوجهوا منها في ثلاث حافلات ونحو 30 سيارة مزينة بألوان علم الثورة السورية إلى مدينة كيليس التركية الحدودية مع سورية والتي تبعد نحو 60 كلم عن غازي عنتاب.
ويقول أحد منظمي القافلة ويدعي مؤيد سكيف إن "هدفنا هو الضغط بطريقتنا على الحكومة السورية لترفع الحظر الذي تفرضه وتوقف المجازر التي ترتكبها ضد شعبها". وأوضح أن هذه الحركة التي أكد أنها "غير سياسية على الإطلاق" ولدت مطلع العام الحالي على شبكة الإنترنت من رغبة شبان سوريين يعيشون في الخارج "القيام بشيء من أجل الشعب السوري". وتبرع هؤلاء بمبادرة فردية بتقديم المعونات المالية وشراء المساعدات العينية التي حملوها في ثلاث شاحنات وصناديق الحافلات. وتشمل هذه المساعدات خيما وأغطية وأغذية ومشروبات وأدوات صحية.
وهذه المرة توقفت القافلة عند مدخل كيليس في مكان تقوم فيه تركيا ببناء مخيم سكني للاجئين السوريين المنتظر وصولهم إلى تركيا فيما توجه وفد من الناشطين بقيادة الشرطة التركية إلى نقطة المراقبة حيث أبلغهم رجال الجمارك والشرطة السوريون بمنع القافلة من دخول سورية. وقال مؤيد سكيف وقد ارتسمت على وجه ابتسامة حزينة إن الرد الوحيد الذي حصلنا عليه "لا مجال على الإطلاق". وأضاف "عندها وكما فعلنا في يناير الماضي قدمنا هذه المعونات إلى اللاجئين السوريين الموجودين في المخيمات التركية" والبالغ عددهم حاليا نحو 13 الفا و600 لاجئ. وبانتظار عودة الوفد أخذ باقي أفراد المجموعة في الغناء والرقص على القاعدة الأسمنتية للمخيم الذي يبنى حاليا تحت أنظار الجنود الأتراك. وهتف البعض "يا حافظ يا وحش خلفت وحش" قبل أن يرددوا نشيدا في ذكرى "الشهداء" الذين سقطوا خلال القمع الدامي لمدينة حماة عام 1982.
وتقول علياء (29 سنة) وهي فرنسية من أصل سوري جاءت من لندن مع أربعة من أصدقائها "أعلم أن ذلك لن يؤدي إلى الإطاحة بنظام دمشق لكنني لم أعد أتحمل رؤية ما يحدث في سورية دون أن أفعل شيئا". وتضيف أن "تحركنا هو تحرك رمزي في المقام الأول لكنه موجود". قام المتظاهرون بإحضار الخيم والأغذية وأخشاب التدفئة لقضاء الليل في المكان بالقرب من كيليس. وقال أحدهم إننا ندفىء أنفسنا رغم الرياح الباردة والأمطار الغزيرة بـ"غنائنا وحلمنا في أيام أفضل".
كيليس(تركيا): أ ف ب