كشف تقرير سري أعده رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله وحصلت "الوطن" على نسخة منه أن مجموعات من المستوطنين يتبعون تعاليم دينية تقول إن حدود إسرائيل الكبرى يجب أن تشمل كل قطاع غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء في مصر، إضافة إلى لبنان وأجزاء من سورية وتركيا، وأن من شأن أعمالهم تسريع مجيء المسيح". وأضاف التقرير الذي وقَّعه جميع رؤساء بعثات الاتحاد باستثناء رئيس البعثة الهولندية أن هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية تأتي "كجزء من حملة إسرائيلية واسعة النطاق للتخلص من المواطنين العرب، لأنها تجبرهم على الانسحاب بعيداً عن المناطق القريبة من المستوطنات، مما يزيد من مجال التوسع الاستيطاني".

وقال التقرير الذي تم إرساله إلى بروكسل مؤخراً ولم ينشر رسمياً " قبل أن تحتل إسرائيل الضفة الغربية التي كان يعيش فيها 1200 يهودي فقط، وقد ارتفع هذا العدد حتى وصل حالياً إلى 310 آلاف ينتشرون في أكثر من 220 مستوطنة، قرابة نصفها تدعي تل أبيب قانونية، لكن جميعها غير شرعي بموجب معاهدات جنيف". وأضاف التقرير "كان هناك 411 اعتداء في العام الماضي مقارنة مع 266 عام 2010 و 132 عام 2009 ، وقد تراوحت الهجمات ما بين إطلاق نار ورشق حجارة ونفايات، وشملت الاعتداءات حتى مدارس الأطفال، فضلاً عن حرق المنازل والمساجد وقتل المواشي واقتلاع أشجار الزيتون. وتسبب ذلك في مقتل 3 أشخاص وإصابة 183 في العام الماضي". وأشار التقرير إلى الصعوبة التي تواجه الفلسطينيين للتقدم بشكاوى ضد المستوطنين، لأن ذلك يقتضي منهم الدخول لمناطق المستوطنات وتقديم المعاملة باللغة العبرية، وأن 90% من الشكاوى لم يتم فيها تقديم لوائح اتهام. وتابع "الفلسطينيون واليهود يعيشون تحت نظامين قانونيين مختلفين في الأراضي المحتلة، فإذا رمي يهودي حجراً على فلسطيني فإنه يتم التعامل معها على أنها جنحة بموجب القانون المدني، ولكن إذا رمى فلسطيني حجراً، فإنه يتم التعامل معها باعتبارها عملاً من أعمال الإرهاب بموجب القانون العسكري. ورغم أن هجمات المستوطنين تتم بواسطة مجموعة صغيرة من المتشددين، إلا أن إسرائيل فشلت رغم جهازها الأمني في حماية السكان الفلسطينيين".

من جهة أخرى واصلت إسرائيل شن غاراتها على عدة أهداف في الأراضي الفلسطينية، وأغار سلاحها الجوي فجر أمس على عدة أهداف في قطاع غزة . وقالت الإذاعة العبرية اليوم الجمعة إن الغارات جاءت ردا على استمرار القصف الصاروخي من القطاع. وقررت بلديات بئر السبع وكريات غات وأشكلون واشدود واوفاكيم تعطيل الدراسة أمس بسبب استمرار القصف. وقالت المتحدثة باسم الجيش أفيتال ليبوفيتش للصحفيين أمس إن الوضع هادئ حالياً، رغم سقوط صاروخين في مناطق الجنوب. كما ذكر مصدر أمني في حكومة غزة المقالة أن الهجوم الإسرائيلي لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ.