يبدو أن خطوات مشروع "النقل العام" بالرياض تتسارع بشكل حقيقي يثلج الصدر، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض جادة في تحويل أحلامنا إلى واقع معاش.
لكن سقف توقعات مجتمع الرياض دائماً ما يكون مرتفعاً، فمثلاً مجتمع الرياض ينتظر مشاركة حقيقية في اختيار محطات التوقف، بحيث لا يكون اختيارها اعتماداً على الجانبين الاقتصادي واللوجستي فقط، وهو ما قامت به المكاتب الاستشارية للمشروع، ذلك أن وجود المحطة من عدمها في مكان سهل الوصول أو مرتبط بمرفقٍ حكومي أو تجاري سبب رئيس في نجاح فكرة النقل العام ، وخصوصاً قطارات الأنفاق، والبداية تكون بعقد ما يطلق عليه بالمجموعات المركزة ، بحيث تستضيف الهيئة ممثلين لمختلف فئات السكان، بهدف استشراف وفهم احتياجات ومقترحات المستفيدين النهائيين للمشروع.
كما أن مساحة الرياض الضخمة تفرض ضرورة أن تصاحب المشروع خطة لتظليل وتهيئة طرقات المشاة المغذية للمحطات، فضلاً عن تكييف محطات الانتظار، بطريقة تضمن الراحة وتجاوز دقائق الانتظار، والاستفادة منها في تنمية الجانب الثقافي لسكان العاصمة، بواسطة منح الفعاليات الثقافية مساحة إعلانية مجانية في حوائطها. دون إغفال أهمية اختيار المكان المناسب لبناء مواقف السيارات، وتوزيعها بعدالة على التجمعات السكانية ، فنحن في النهاية مدينة تعيش على التنقل بالسيارة بشكل أساسي، ويهمنا وجود مواقف سهلة الوصول ومعقولة التكاليف.
أما سلامة نظام النقل العام ، سواء أنظمة التحكم المركزي بالقطارات أوالحافلات فمن نافلة القول أن هواجسنا تحتاج إلى أنظمة قوية ومجربة، حتى نبعد عن أذهاننا ما يحدث بين الحين والآخر في قطار الرياض-الدمام اليتيم!
سوف يكون يوماً رائعاً حينما نحتفل سوياً بانطلاقة أول قاطرة، لكن احتفالنا الأكبر يكون عندما نرى أفكارا وملاحظات ومشاركات من أهل الرياض في قطاراتهم على أرض الواقع..