أكد أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء جزاء المصاروة، أن الفلاسفة أثبتوا أن اللغة تؤثر في العقل والفكر والسلوك، وأنها صورة حقيقية لشخصية الفرد، بل هي الفكر نفسه، وليست في معزل عن الفكر، بحيث لا تفسير ولا فكرة بغير لغة، وأن عملية التفكير مستحيلة بغير اللغة، وفي اللغة يندمج الفرد في المجتمع ويتلقى تراث الأمة الفكري والشعوري والاجتماعي، مشدداً على أن اللغة لا يمكن أن تنفصل عن الفكر، وأن على الأمة أن تعتز بلغتها، مستشهداً بدولتي كوريا واليابان في "اعتزازهما بلغتيهما أيما اعتزاز".

جاء ذلك خلال محاضرته "اللغة العربية ماضيها وحاضرها ومستقبلها" في منتدى أحمدية آل مبارك في الأحساء مساء أول من أمس، وأدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور عبد المجيد آل الشيخ مبارك.

وذهب المصاروة إلى أن ما نسبته 95% من الألفاظ العامية هي ألفاظ فصيحة في اللغة العربية، وأن معجم اللغة العربية أوسع معاجم اللغات في العالم وأكثرها ثراء. وقال: إن اللغة العربية لن تموت، كونها محفوظة بحفظ إلهي، فقد عاشت أكثر من 15 قرناً دون أن تتغير، مضيفاً أن اللغة العربية تعرضت لهجمات شتى لإبادتها عبر التاريخ من خلال إدخال العاميات واللغات الأجنبية الأخرى عليها بواسطة مخططات من أسماهم بـ "أعداء الأمة"، إلى جانب الدعوة لكتابة العربية بحروف لاتينية. وأبان المصاروة أن علماء متخصصين في اللغات، تطرقوا خلال أبحاثهم الحديثة، إلى أن اللغة العربية تشهد ضعفاً في الإقبال عليها، ولم تعد حاضرة في المؤتمرات والفعاليات الرئيسية، حتى وصل الأمر إلى ضعف اللغة عند المسؤولين في الوطن العربي، كما عللوا ذلك الضعف إلى صعوبة تعلم اللغة العربية، لافتاً إلى أن علماء اللسانيات في العالم ومنظمة اليونسكو، قالوا إن اللغة العربية من ضمن اللغات المتوقع انقراضها خلال القرن الواحد والعشرين الميلادي، إذ إن 300 لغة في العالم انقرضت تماماً في القرن العشرين الميلادي الماضي.

لكنه يرى أن اللغة العربية هي اللغة "الأم" من بين لغات العالم، وأنها باقية بالرغم من هجمات الإبادة، معرباً عن تحفظه الشديد على عجز كبريات الدول العربية تدريس أبنائها الطب والهندسة باللغة العربية، مضيفاً أن اللغويين العرب، وصفوا لغة القرآن الكريم باللغة النموذجية، التي اشتركت فيها عدة لهجات عربية، وحظيت بالاحترام مبكراً، وفتن العرب بها، حتى أصبح التحدث بها واجبا قوميا.

وأكد المصاروة على أن النهوض باللغة العربية في الوقت الحاضر والعودة بها إلى أوج عهدها في صدر الإسلام، بحاجة إلى قرار سياسي.