يحق لإدارات "السجون" أن تستفيد من إمكانيات وكالة الرعاية الاجتماعية والأسرة بوزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن كشف تقرير نشرته "الحياة" أمس، إمكانيات الوكالة في تحويل دور الأيتام إلى سجون مؤذية نفسياً باعتراف الشؤون الاجتماعية. وربما نجد مدير أحد السجون يقترح تبادل النزلاء بين دور الأيتام والعنابر المثالية في السجون لتكون الصورة أقرب إلى المنطق والمعقول من ناحية المعاملة الإنسانية.
مؤلم.. أن تعتبر الشؤون الاجتماعية وجود نقص في الأنظمة والبرامج المرتبطة بالأيتام والدور، سبباً في سلبيات الدور والتي منها سوء الوضع النفسي للأيتام وهم الأحوج إلى الراحة النفسية والتعويض عن الفقد، وصعوبة تكيّفهم مع الواقع بعد خروجهم من الدور!
تفاصيل التقرير أكثر إيلاماً، حيث وصل الأمر إلى الاعتراف بأن آلية العمل في بعض الدور تشبه "العسكرية"! من الصعب والمؤذي أن تتخيل أيتاما يعاملون بأسلوب "عسكري"، والمؤذي أكثر أن من يعاملهم بذلك لا علاقة له بالعسكرية فلم يؤثر عمله على أسلوب حياته!
أشارت الوكالة في تقرير "استراتيجية تطوير رعاية الأيتام.. محور الدمج والحياة اليومية" إلى عدم وجود خطة عمل واضحة وأهداف للدور الاجتماعية لتحقيق الاندماج والمشاركة في الحياة اليومية، ووجود ضعف لدى العاملين، وأنهم غير مدركين لحاجات الأيتام وأساليب التعامل معهم..! ولا أظن المسألة ترجع إلى عدم وجود خطة عمل أو آلية أو حتى أهداف، بل ترجع إلى عدم وجود إنسانية ورحمة في القلوب!
يا مسؤولي الشؤون الاجتماعية لا تعكفوا سنوات لدراسة تطوير دور الأيتام، فقط اعتبروهم مثل أبنائكم وسيتغير حال الدور من السوء التي هي فيه إلى الأفضل، وستتغير نفسيات الأيتام.