ليس محاولة في فتق جراح الماضي أو فتح ملفات قديمة، ولكنها عبارة عن تساؤلات مشروعة كان يجب أن تجد طريقها للطرح لمحاولة فهم واقع ما يعيشه المجتمع السعودي بعد الحرب على القاعدة وما أفرزته سنوات تلك الحرب من تداعيات لا تزال قائمة حتى اللحظة.
وبعيدا عن فردية حادثة محاولة ابن داعية التسلل للانضمام في صفوف المقاتلين في العراق، يبقى السؤال الأهم: ماذا لو نجح الابن في الخروج وتحقق حلمه بـ"الجهاد"؟!
الإجابة على هذا السؤال ليست ببعيدة عن كل بيت سعودي عانى من ضلال أفكار أحد أبنائه أو أكثر. وسواء كان هؤلاء غرر بهم للقتال في صفوف "قاعدة" الداخل أو الانضام لفروعها في الخارج؛ فالنتيجة واحدة.. انكسار أب، ومرض أم، وتشتت عائلة.
ولكم أن تتخيلوا، أن ابن الداعية استطاع أن يتجاوز الحدود، ويلتحق بإحدى الجماعات التي تقاتل في بلاد الرافدين، وقتل خلال إحدى العمليات، أو اعتقل، فكيف ستكون حال أبويه؟ بل وكيف سيكون حال إخوته من أقرانه؟ هذا، والحال على ابن لعائلة، فما بالك لو تعلق الأمر برب أسرة يعول 3 أو يزيد من الأبناء ولديه زوجة وأم عجوز وأب طاعن في السن.
الواقع يقول إن هناك الكثير من المتورطين في الأحداث الإرهابية التي شهدتها المملكة منذ بدأت "القاعدة" نشاطها في 12 مايو 2003، وتلك الأحداث أسفرت عن شهداء وضحايا أبرياء، والسبب الرئيس في إيجاد المسبب الفكري لانخراط بعض الأفراد في تنظيم القاعدة، هم من يجب أن يحاسبوا.