"إنهم لا زالوا يخلعون أسنانكم، يا إلهي، لماذا كل هذا ؟ أين تعلم هؤلاء؟ في قاموس طب الأسنان الحديث لا وجود لخلع أي سن، ذلك عهد مضى، أما هنا فإن الحل المثالي لكل طبيب هو الخلع، المشكلة أن الناس يتقبلون ذلك بلا مشاكل تذكر، إذا كان الأمر كذلك فلم كل هذه المؤتمرات والتجمعات العالمية لمناقشة كل ما يستجد في عالم طب الأسنان".

الأسطر الماضية كانت للطبيب الأميركي كليف ريدل القادم من كاليفورنيا للدمام معلقاً على بعض السلوكيات المعتادة في طب الأسنان في المنطقة عامة، والمملكة خاصة خلال حواره مع "الوطن" حيث يضيف: "من المهم أن يعي الناس هنا أهمية الاطلاع على ما يستجد بطب الأسنان، ولو بشكل بسيط، بالمقابل يجب على الجهات المعنية أن تكون متابعة، وتدقق في كل ما يدور بالعيادات، ومستوى الخدمة المقدمة، ولكي يفهم كلامي كما يجب فإن تعجبي يأتي بسبب توفر غالبية الإمكانيات الممكنة لديكم في المملكة، وهي تضاهي ما يوجد في بلدان متقدمة، حيث إن الحراك هنا مميز، قرأت بعض المجلات المتخصصة في طب الأسنان، وفيها مقالات رائعة لأطباء سعوديين، وهو لا نجده كثيراً في بقية بلدان العالم".

ويعلق الدكتور ريدل على ثقافة السعوديين تجاه التعامل مع مشاكل الأسنان واللثة بالقول: "لديكم فوبيا كبيرة من مشاكل الفم بما فيها الأسنان واللثة، هذا أمر يفاقم المشكلة ويزيد منها، والحل سيكون من خلال تبني حملة تثقيفية تستهدف المجتمع ككل لتغيير هذه السلوكيات التي لها انعكاسات اجتماعية واقتصادية لا يرغب أحد في ظهورها، ويجب على الحملة أن تهتم بالتقرب إلى الناس، وردم الفجوة بين الطبيب والمريض من خلال الوضوح في الطرح، وتبيان خطر عدم العلاج المبكر للأسنان".

الدكتور ريدل قدم نصيحة إلى المعنيين والقائمين على طب الأسنان في المملكة قائلاً : "بما أن المملكة لديها كل ما يلزم من كوادر بشرية، ومعدات حديثة، فيجب أن يواكب ذلك مواصلة للتعليم وتحديث المعلومات، والتي تشمل كل مخرجات التعليم، حتى السابقة منها ليكون الدارس على اطلاع بكل ما يستجد في علم طب الأسنان، وهو ما يعني تقديم خدمة بمستوى مرتفع".

ويرى أن مثل هذه المؤتمرات تساهم كثيراً في تطوير مستوى الأطباء هنا، أما فيما يتعلق بمن تشكل لهم زيارة الطبيب مشكلة، فيجب عليهم ـ كما يقول ـ أن يتحلوا بمزيد من المسؤولية تجاه أنفسهم، قبل أن يجدوا الأمور وقد خرجت من أيديهم بعد ذلك.