ظل سوق السمك في السفانية (أحد مراكز الخفجي) يعاني من نقص الأمكانيات رغم التقدم والتطور السريع الذي تشهده أسواق بيع السمك في جميع مناطق المملكة؛ حيث يضم محلات متفرقة "صنادق من الخشب يستخدمها الصيادون لعرض صيدهم بعد عودتهم من البحر، كما يضم غرفا خشبية كمسكن للعمال، وهو ما دعا الصيادين للمطالبة بتخصيص مكان ثابت للسوق ليستقروا فيه بدلا من تغير مكانه في كل فترة.

وقد أصبحت للسوق شهرة على مستويات كبيرة على المستويين المحلي والخليجي؛ حيث يأتي للسوق زبائن من الخفجي ومن النعيرية ومن حفر الباطن، ومن الكويت، كما أصبح معروفا لدى الكثيرين من زبائنه لسعره المناسب وأسماكه الطازجة.

وبعد عشوائية البيع وسيطرة العمالة الوافدة على السوق, وبتوجيهات من محافظ الخفجي خالد عبدالعزيز الصفيان، الذي أمر بتكوين لجنة مكونة من محافظة الخفجي وبلديتها ومركز السفانية عن وضع السوق وتوفير أماكن للصيادين في هجرة السفانية، تم بناء غرف من "الكيربي" تعتبر نموذجية للسوق.

وقام شيخ الصيادين بالسفانية سعود طايع الرشيدي ببناء غرف من "الكيربي"، وكذلك فعل الصيادون، ليكون في مقدمة السوق موقع مخصص للحراج على الأسماك وبيعها.

وتجولت "الوطن" أمس في الموقع المؤقت الذي رسم فرحتهم بعد وضع مكان لهم بينما كانوا في السابق أمام الطريق مما شكل على مرتاديه الخطر.

من جانبه، قال شيخ صيادي السفانية سعود طايع الرشيدي لـ"الوطن" إنه بعد محادثات بين المحافظة وبيننا بشأن الإزالة بسبب عشوائيتها، والآن نقوم ببناء 7 بسطات وسكن مؤقت, وعن كون هذه البسطات عشوائية، قال الرشيدي: نعم إنها تعتبر عشوائية، ولكن هذا ليس مستمراً، وننتظر بناء سوق مخصص للأسماك واللحوم بمحافظة الخفجي، وبعدها سننتقل إليه.

وأضاف أن صيادي السفانية يعانون من سيطرة العمالة الوافدة على سوق الأسماك ومنافستهم.

تعدّ فرضة السفانية التي تبحر منها قوارب الصيد من أقدم المواقع التي عرفها صيادو المنطقة ، وكان صيادو الفرضة قد ناشدوا في يناير الماضي الجهات المسؤولة التدخل، وإيقاف هدم مباني الصيادين المصنوعة من الأخشاب "الصنادق"، والحد من الخسائر التي تكبدها الصيادون بعد أن قامت جهات مسؤولة بإزالة بيوت الصيادين، بعد إمهالهم فرصة سبعة أيام لتصحيح أوضاعهم من دون إيجاد بديل لمقرهم، الذي تمت إزالة أجزاء منه، وإزالة المتبقي بعد 72 ساعة، وطالب الصيادون بالالتفات إليهم وتعويض خسائرهم.

ومن جانبها، وعقب الإزالة، طالبت جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية بلدية الخفجي بالمسارعة في تحديد موقع سكن الصيادين في "فرضة السفانية" الذي وعدت به، وتتوافر فيه جميع الخدمات وفقاً لمخططات البلدية الحديثة من نظافة واتساع الأراضي، ومواقف للسيارات والمراكب، حتى يستطيع الصيادون استخدام الموقع.

وأوضح محافظ الخفجي خالد بن عبد العزيز الصفيان في تصريحات صحفية، أن البلدية تعتزم تقديم كافة التسهيلات لفرضة السفانية، وتهيئة موقع بديل لمكان الصيادين الحالي الذي تمت إزالة أكواخه المهجورة، والإبقاء على المباسط الخاصة ببيع الأسماك والأكواخ الخشبية المأهولة، وذلك استجابة من لجنة التعديات لمطالب الصيادين، بإعطائهم مهلة أسبوعين لنقل متعلقاتهم إلى مكان آخر، وتأمين سكن لعمالتهم، لعدم توفر وسائل السلامة اللازمة في سكنهم الحالي وتشويه المظهر العام.

وأضاف الصفيان أنه تم تعميد البلدية بإيجاد موقع بديل ومناسب يخضع للرقابة الصحية ، ويشتمل على الاشتراطات الصحية المطلوبة، موضحاً أن الموقع لحالي سيىء، ولا يتوفر فيه الحد الأدنى من النظافة وغيرها، وبناءً على إفادة البلدية تم اقتراح موقع رقم (ش.ف105) الخاص بتخطيط الأراضي الحكومية لسوق أغنام وسوق أسماك متكامل ومهيأ بيئيا وصحيا شرق المخطط الحالي في هجرة السفانية، والموجه بخطاب من الإمارة لإدارة التخطيط العمراني لتخصيص الموقع بعد تطبيقه على الطبيعة، ليصبح مكاناً أفضل وأشمل ويخضع لمراقبة البلدية، ويخلق فرص عمل للمواطنين في مهنة الصيد ويكون رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.

ولفت محافظ الخفجي الى أن ما تمت إزالتها هي مجموعة عشش بالية قد تتعرض في أي وقت للحريق ، نتيجة تجمع القمامة والأوساخ فيها إضافة لممارسة العمالة فيها أنشطة أخرى كتربية الأغنام والدواجن ، وقال إن ما تمت إزالته هو العشش والأكواخ المهجورة فقط بينما تم الإبقاء على الأكواخ التي يتواجد الصيادون وحاجاتهم فيها.