سيكون شهر سبتمبر المقبل محطة فاصلة في حياة الشعب الفلسطيني وفي مسيرته لتكوين دولته المستقلة.
فالقيادة الفلسطينية حزمت أمرها باتجاه الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل صفة الدولة غير العضو في المنظمة الدولية، بعد أن أعياها التعب من الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، لكي تأخذ مكانتها في المجتمع الدولي، والانتقال من كيان مراقب إلى دولة مراقبة معترف بها.
هذه الخطوة بقدر ما ستكون إيجابية على فلسطين وقضيتها، إلا أن المعوقات أمامها ستكون كبيرة، إذا ما أخذنا بالاعتبار الهجوم العكسي من الولايات المتحدة وإسرائيل.
فالأصوات الـ 132 التي ستعطي موافقتها على انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، ستقابلها ضغوط من قبل واشنطن وتل أبيب لتمنع أية انعكاسات إيجابية على الفلسطينيين، وستفشلان أية خطوة مستقبلية تخول فلسطين لعب دورها في المنظمات التابعة للأمم المتحدة. وهذا يتطلب من المجموعة العربية بشكل خاص، ومن المؤيدين للحق الفلسطيني في العالم إجبار إسرائيل على الالتزام بالتعهدات والمواثيق الدولية الموقعة، خاصة اتفاق أوسلو.
تجربة العالم العربي مع المنظمة الدولية غير مشجعة في الكثير من المحطات، فالأمم المتحدة التي اعتبرت في وقت ما الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، عادت ونقضت تصويتها، والإدانات الدولية التي طالت إسرائيل على مدى عقود ماضية لم تر النور، حتى القرارات التي خرج بها مجلس الأمن بقيت حبرا على ورق.
التمنيات أن تنجح خطوة سبتمبر، وأن تكون فاتحة لعهد فلسطيني جديد.