على طريقة الفواكه والمحاصيل الموسميّة التي يعرضها باعة جائلون، ينشط هذه الأيام في الرياض باعة ثمار السدر المعروفة محليا بـ"العبري" أو "النبق" أو الدوم" التي تجلب للعاصمة من المنطقة الشرقيّة ووادي الدواسر وهما المنطقتان الأكثر إنتاجا لمثل هذا المحصول، ويقف الباعة بسياراتهم على قارعة الطريق عارضين كميات كبيرة من هذه الثمار بألوانها الجذابة وأحجامها المختلفة ومذاقها الحلو المائل للحموضة الذي يستهوي شريحة كبيرة من الزبائن.

وقال البائع المتجوّل عدنان المنهالي الذي التقته "الوطن" أمس وهو يعرض بضاعته على قارعة شارع بالرياض إنه يعرض نوعين من ثمار "العبري" أحدهما يجلب من المنطقة الشرقيّة ويتميز بحباته الكبيرة ولونيه الأخضر والأصفر، فيما يتوفر نوع آخر مجلوب من "وادي الدواسر" جنوب العاصمة الرياض ويتميز بحباته الأصغر حجما ولونها المائل للإحمرار وعدم احتواء بعض أنواعها على "النوى"، مشيرا إلى أنه يبيع الكيلو الواحد بسعر يتراوح بين 15 و 20 ريالا ويقبل عليه الزبائن من مختلف الأعمار والجنسيات حيث تستهويهم ألوانه المميزة ومذاقه الحلو الممزوج بحموضة.

وعن أنواع هذه الثمار، قال المنهالي إن لها أنواعا متعددة منها "السكري" و"التفاحي" و"الخلاص" و"أم صليب" ويوجد بينها اختلافات واضحة في الحجم واللون والطعم لكن لها نفس القيمة الغذائية، مضيفا أن موسم هذا المحصول يبدأ مع ارتفاع درجات الحرارة ويستمر قرابة شهرين كاملين.

وتذكر كتب الطب أن "العبري" له فوائد عديدة فهو مغذ وضد تقرحات المعدة وطارد للسموم ويعتبر من الفواكه الجيدة وليس له أضرار، فيما تؤكد الموسوعات الطبية أن ثمار السدر تؤكل لأنها حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية وتعتبر من أنواع الفاكهة المتميزة، ولها أيضاً استخدامات في الطب الشعبي، فهي مفيدة في حالات أمراض الصدر والتنفس ومسهلة ومنقية للدم.

وأشار الأطباء إلى فائدة ثمار النبق للمرأة الحامل لما تحتويه من عناصر غذائية ضرورية من سكريات وغيرها، فيما يرى علماء التغذية أن مسحوق ثمار النبق يماثل الحبوب في القيمة الغذائية، فأطلقوا عليه اسم الحبوب غير الحقيقية، في حين كان الناس قديماً يجففون ثمار السدر ويطحنوها في مطاحن خاصة بها لفصل الطبقة الخارجية المأكولة الحلوة ومن ثم استخدام دقيقها في صنع الخبز وأنواع من الحلوى.