في زمن مضى كان بعض المحللين السياسيين يعلقون على ما تحذر منه حكوماتنا العربية فيما يخص إيران بقولهم: إنما هي الحكومات تخوفكم، ثم ظهرت الحقيقة ورأينا كيف فرضت إيران سيطرتها على العراق حتى أصبح الإيراني يدخل العراق دون تأشيرة دخول، كأنها مجرد محافظة إيرانية، وقبلها رأينا كيف حول حزب الله الإيراني لبنان إلى ساحة حرب تصفي قوى الشر حساباتها فيه، ويرفض أي انتقاد لتصرفاته؛ ليصبح دولة داخل الدولة، وللعلم فإن حزب الله في الأصل هو جزء من حركة أمل التي قامت بذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة في شهر رمضان الكريم!

في الواقع، سيطرت قوى إيران في المنطقة (حزب الله، والنظام السوري) على الإعلام؛ فتم قتل كل صحفي يحذر منهما، بل إن قناة المستقبل اللبنانية هوجمت وأحرقت وحوصرت بمدرعات الحزب عندما وجهت انتقاداً يسيراً لحزب الشيطان الإيراني.

للأسف، إن ثمة خوفاً من عصابة الشر هذه أدت إلى صمت غريب عن قضية احتلال وانتهاك يعانيه إخوة لنا في الإسلام والعروبة على يد إيران الفارسية، التي لا تهينهم إلا لأنهم عرب، ولا شيء غير العروبة، وتدفعها ذكرى هدم عرش كسرى على يد عمر بن الخطاب وجنده، رضي الله عنهم.

أعني بذلك منطقة الأحواز العربية المحتلة من دولة إيران، لكن "تويتر" منح أصواتهم فرصة الوصول إلينا عبر شباب ينتمون لتلك المنطقة، وفروا منها بعد أن ضيقت إيران عليهم معيشتهم وسجنت من سجنت وأعدمت الكثير منهم!

محمد الأحوازي يقدم في حسابه في "تويتر" وصفاً لكل ما يحدث في هذا الجزء العربي المغيب عنا، فيذكر أن إيران لا تميز بين الشيعي والسني الأحوازي ما داموا عرباً؛ مما دفع كثيراً منهم إلى التسنّن يقيناً منهم أن قضية إيران ليست مذهبا بل جنسا، ويعرض محمد صوراً لشباب في الثالثة عشرة يتم اعتقالهم وإعدامهم لا لشيء إلا لأنهم عرب ويطالبون بحقوقهم، بل إن تحدثك بالعربية يعد جريمة عقوبتها الإعدام.. أوليست العربية لغة القرآن؟! أم أنها لغة العرب وحدهم؟!

محمد هرب من أرضه بعد تهديدات إيرانية باعتقاله وإعدامه، لكنها بقيت في داخله فأنشأ حساباً في "تويتر" كل تغريدة منه تخبرنا كم نحن مقصرون مع إخوة لنا في الدم واللغة والدين، إن تغريداته موجعة لكنها موقظة، وخصوصاً للعرب الذين تخدعهم إيران وتدعي محبتهم وهي لا تنوي سوى إخضاعهم وإذلالهم بعد إشعال الفتنة بينهم وبين قومهم.