ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة بذبحه ما لا يقل عن 50 امرأة وطفلا، في حيي كرم الزيتون والعدوية بمدينة حمص. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص "عثر على جثث ما لا يقل عن 28 طفلا و22 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة". وبث ناشطون أشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مدممة ومشوهة، وجثثا متفحمة.

وذكر العبد الله أن "عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث إلى حي باب السباع بحمص (الأكثر أمانا)، ما مكن الناشطون من تصوير الجثث".

وقال "تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الأطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن".

وأكد عنصر في الجيش السوري الحر فر ليلا من حمص إلى لبنان، حصول "المجزرة". وقال أبو محمد (38 عاما) "حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن إلى الملاجىء حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين".

وأشار إلى أن عددا من الأشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل، وقالوا إن "معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم".

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات العائلات نزحت من بعض أحياء حمص بعد المعلومات عن "المجزرة". وأضاف "هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل الأحد الاثنين خوفا من مجازر جديدة على أيدي قوات النظام". وأشار إلى أن النزوح حصل من أحياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين، مضيفا أن بعض هذه العائلات "نام أفرادها في العراء داخل سياراتهم"، لأنهم لم يكونوا يعرفون إلى أين يذهبون.

وفيما زعم الإعلام الرسمي السوري ان "مجموعات إرهابية مسلحة ارتكبت المذبحة بهدف استدعاء مواقف دولية ضد سورية"، دعا المجلس الوطني السوري المعارض أمس الى جلسة عاجلة لمجلس الأمن، كما دعا إلى تدخل عسكري عربي ودولي عاجل من أجل إنقاذ المدنيين في سورية. وندد المجلس بـ "الجريمة المروعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي لارتكابها في حيي كرم الزيتون والعدوية بحمص (الأحد)". وأشار إلى أن "جرائم مماثلة ارتكبت في معظم أحياء المدينة"، معتبرا أنها "تقدم دليلا إضافيا على أن هذا النظام ومسؤوليه هم فئة ضالة مجرمة، مصيرهم محكمة الجنايات الدولية بوصفهم مجرمي حرب".

ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى "تحرك دولي فاعل"، وحث مجلس الأمن على "اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه آلة الموت والقتل والتدمير".

من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس اعتقال 35 مدنيا في محافظة إدلب.

وقال "اعتقلت القوات النظامية السورية أول من أمس 35 مواطنا من قرية عين لاروز بجبل الزاوية التابع لمحافظة إدلب وهددت الأهالي إن لم يسلموا المنشقين سوف يتم استهداف القرية مجددا" .