استمعت قبل أيام لبرنامج حواري في إحدى الإذاعات، وكان موضوع الحلقة عن التعليم والنهوض به، ولفت نظري اتصال أحد الأشخاص الذي يحمل درجة الدكتوراه من بريطانيا، حيث قال إن التعليم لن يتقدم لدينا إلا إذا طبقنا ما تعلمناه في الدول المتقدمة التي سبقتنا بزمن طويل علميا وحضاريا.. وقام هذا المتصل بسرد واقع العلم في المدارس البريطانية، حيث يقول إن المعلم له مكانته الاعتبارية في المجتمع.. ومن ذلك المنطلق فعلى عاتقه الشيء الكبير، من توصيل العلم بالطرق والسبل الصحيحة والمميزة، وألا يخرج المعلم من الفصل الدراسي إلا وقد تحصل الجميع على المادة العلمية المطروحة، ومن لم يستوعب الدرس تُجعل له حلقة صغيرة ويعطى الدرس عن قرب، وأيضا لا بد من مشاركة جميع الطلبة في الموضوع المطروح، وأن يظهر الكل ما بجعبته بطريقة مهارية مميزة، وأن يشترك التلاميذ مع معلمهم في التقييم لطريقته التعليمية. ويضيف الدكتور أن جل اهتمام التعليم هناك هو كيف يكتسب الطالب المهارة ويترجمها على أرض الواقع بالطريقة المثلى، والشهادة يكون دورها تحفيزيا وليس أساسيا.
كلام هذا الدكتور أثار إعجابي، لأننا نعاني وبشدة من المخرجات التعليمية لدينا، حيث إن الطالب يتخرج من المراحل الثلاث الأولية التعليمية وهو لا يعي المهارة التعليمية. والأدهى والأمَر أنه يدخل الجامعة فيجد الواقع قريبا مما سبق، ويكون همه فقط الشهادة من دون المهارة، ومن ثم يتخرج ويعين معلما في إحدى المدارس، وهو لا يمتلك أي مهارة في التعامل مع الدروس الملقاة وأيضا مع الطلبة في الفصل الدراسي.
لا بد أن يضع المعلم أمام ناظريه أن هؤلاء الطلبة هم نواة المجتمع وأنهم الثروة الحقيقية للبلاد، لذا لا بد له من الإخلاص والتفاني لتوصيل العلم لهم بالمهارة الجيدة التي لا بد من تعلمها بالدورات القوية الإلزامية من قبل وزارة التعليم.
لا بد لوزارة التربية والتعليم أن تنظر في أمر المعلم وتعطيه حقوقه التي يطالب بها كاملة، كي يرتقي معنويا ويجتهد في تعلم المهارات بالشكل الصحيح وإيصالها لطلابه، وأن تلتزم الوزارة بتقييم معين للمعلم بشكل دوري، خاصة فيما يتعلق بكيفية توصيله المهارات التعليمية ومدى اكتساب الطالب لها، على أن يوضع لذلك نقاط معينة في الترقية الوظيفية، ويجب ألا ننسى أنه عند الاهتمام بالمخرجات التعليمية مهاريا فسننهض علميا وحضاريا وثقافيا.