فوجئت في الصباح بحركة دؤوبة ونشيطة في الحي الذي أقطن فيه، تمثلت في سفلتة بعض الشوارع القريبة وعمل الأرصفة والإنارة في أسرع مشاريع العالم تنفيذا، قلت في نفسي مبتهجا "ما شاء الله بدأنا التصحيح في أنفسنا".

ومع أن التنفيذ بدأ بين يوم وليلة ونحن نراقب العمل المنظم وازدياد عدد العمال في مواقع العمل وتوافر المعدات التي لا تتوقف آناء الليل وأطراف النهار إلا أنني لم أتساءل عن سر هذا النشاط المفعم والمفاجئ، فالمنظر كان رائعا ومبشرا، حتى أبنائي أصبحوا فرحين، فالحفرة المعتادة في الحي الذي أقطنه أصبحت "مسفلتة".. يا لروعة ما نرى..

عندما ذهبت إلى شوارع الأحياء الأخرى رأيت أن العمل لا يزال واقفا، ككل صباح، قلت في نفسي: "ينتهون من شارعنا والدور عليكم" أقولها بكل فرح وسرور.. عند المساء استوقفني تركيب صور المسؤول الزائر، ففهمت ما حدث، انتهى العمل الجبار في 3 أيام.. أرصفة.. إنارة.. سفلتة.. وانتهى مسؤولنا من الزيارة، وذهبت المعدات إلى سباتها السنوي لإراحة محركاتها، وعاد الهدوء يعم المدينة.