أشعلت ممارسات النظام القمعي في دمشق أتون الحرب الكلامية بين الغرب وروسيا، في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن اليوم الإثنين.

فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الانتفاضات الشعبية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لم تحقق أهدافها بعد في تحقيق الديموقراطية، وأضاف أن الاضطرابات في سورية بدأت قبل عام بمظاهرات سلمية، ولكنها ألقت بالبلاد في أتون العنف والدمار.

أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فدعت كلا من الصين وروسيا إلى تغيير موقفهما حيال سورية، داعية "كل الدول" لدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة السياسية والإنسانية في هذا البلد، وقالت "نعتقد أنه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقا، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية".

ورأت كلينتون أنه على مجلس الأمن ألا يلتزم الصمت "بينما يتعرض الشعب السوري للذبح"، كما يتعين عليه أن يدعم خطة الجامعة العربية للتحول السياسي هناك.

ودانت الوزيرة الأميركية دمشق لموقفها "الساخر" عندما استقبلت مبعوث السلام الدولي كوفي عنان، في الوقت الذي واصلت فيها قواتها عمليات القمع المسلحة ضد معارضي النظام.

وبدوره اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أن على السلطات السورية أن "تدفع ثمن أفعالها أمام القضاء" الدولي، ودعا إلى "إعداد الظروف لإحالة المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية"، كما دعا "الصين وروسيا إلى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام إليهم" في إدانة القمع في سورية. وأضاف جوبيه أن "جرائم النظام السوري يجب ألا تبقى من دون عقاب".

من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي أدار مناقشات مجلس الأمن "إلى التوحد وإثبات قيادته" عبر اعتماد قرار بشكل سريع يدعو لوقف أعمال العنف ويدعم الخطة العربية.

وقال "إذا تركنا سورية تغرق في الحرب الأهلية أو في مخاضات عنيفة نكون قد أهدرنا فرصا كبيرة وأفسحنا المجال أمام تحقق بعض أسوأ المخاوف بالنسبة لمستقبل المنطقة".

وأكد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إن روسيا تقف "في الجانب الخطأ من التاريخ" في موقفها تجاه الأزمة السورية، وأضاف "أعتقد أن روسيا لا تريد أن تقف دائما في الجانب الخطأ من التاريخ"، معربا عن أمله في استعداد روسيا للتفاوض وإصدار قرار جديد من مجلس الأمن ضد سورية، وتابع "إننا نحث على إصدار قرار، فقد حان الوقت لأن يقف المجتمع الدولي بشكل واضح بجانب الشعب السوري، وسنواصل سياسة العزل والعقوبات ضد النظام (السوري)..

وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه يجري حاليا "التلاعب" بمجلس الأمن بشأن الأزمة في سورية على غرار ما حصل بشأن الأزمة في ليبيا في السابق.

وقال إن العقوبات التي تفرض من طرف واحد، ومحاولات الدفع من أجل تغيير النظام بسورية، والتشجيع الذي تحظى به المعارضة المسلحة في سورية، تشكل "وصفات خطرة لتلاعب جيوسياسي لا يمكن إلا أن يؤدي إلى امتداد النزاع" في سورية.

وتابع لافروف إن التغييرات في العالم العربي "لا يمكن بلوغها عبر خداع المجتمع الدولي ولا عبر التلاعب بمجلس الأمن"، في إشارة إلى سورية وليبيا، داعيا إلى "وقف أعمال العنف من أي مصدر كان"، سواء كان من النظام أو المعارضة. وأضاف أن موسكو "تدعم بقوة" مهمة الوساطة التي يقوم بها موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي عنان.