لماذا نعدُّ من أكثر المجتمعات التي تقول ما لا تفعل؟
لماذا حصرنا جل قناعاتنا في الحوارات الوطنية، وفي مجالس النخبة المثقفة، وعلى نطاق التطبيق لا نجد شيئا يذكر؟ هل نعتبر مجتمع النظريات المثالية فقط؟
كيف سيغدو مجتمعنا إذا طبقنا قناعاتنا الجميلة التي ننادي بها ونحترمها على حيزنا؟
ألاحظ التخبط الفكري الذي تعيشه شريحة كبيرة من شبابنا، ليس فقط بالداخل بل على شكل واسع هنا بالخارج، وما أعنيه هنا بالتخبط هو عندما تؤمن بفكرة جميلة لا تتعارض مع دينك وبذات الوقت تختفي هذه المثل والأفكار عند حيز التطبيق!
كأن تؤمن بأن الحرية من أرقى المثل التي أنتجتها البشرية وحاربت من أجلها، وبذات الوقت تمارس العنصرية بشكل أو بآخر على أبناء بلدك المختلفين معك في الفكر أو المذهب.
نشكو من الظلم ونشعر بأننا الشعب الوحيد المستهدف، وبذات الوقت نظلم ونتصيد أخطاء بعضنا.
بمجرد حصول أي سوء تفاهم بين أبناء الوطن والدين الواحد تطفو القبلية وتحتل الصدارة بدلا من المواطنة.
أعتقد بأن الدولة لم تفتح مجال الابتعاث لدول العالم الأول وتصرف المليارات على برامج الابتعاث فقط للحصول على شهادات عالية في مجالات مختلفة، بل راهنت على أن الاستثمار الفكري لشريحة الشباب من أهم وأقوى مقومات المجتمع الراقي فكريا وأخلاقيا.
أتمنى من كل مبتعث ومبتعثة - بمن فيهم أنا - أن نتعلم من الدروس المجانية التي تحدث من حولنا يوميا، وقد لا نلاحظها، أو بالأحرى نلاحظها ونعجب بها ولكنها تظل مجرد أفكار جميلة لا نحاول ربطها بواقعنا.
لا بد أن ندرك أن تنوع واختلاف البشر والثقافات من أكثر جماليات الحياة، لمن أراد أن ينظر للاختلاف بمنظور جمالي متفائل بعيدا عن المنظور الفكري الأحادي.