فيما رصدت "الوطن" أمس اعتلاء بعض طلاب إحدى المدارس الثانوية بالمدينة المنورة السقف الحديدي لفناء المدرسة حاملين أكياس النفايات وحاويات نظافة يجمعون فيها المخلفات، أكد المتحدث الإعلامي لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة عمر برناوي، أن اعتماد المدارس على طلابها في النظافة يعد مخالفة صريحة لا يمكن السكوت عنها، وتجاوزا للخطوط الحمراء لأنظمة التعليم.
وأوضح لـ"الوطن" أن تكليف الطلاب بمهمة تنظيف المدارس يمثل خطأ تربويا، لافتا إلى أن الحد المسموح به هو ما يكون ضمن إطار العملية التربوية، والذي يهدف إلى غرس قيم المحافظة على النظافة، وجعل شعارها عنصرا رئيسا في المبادئ التي تسعى المدرسة لتحقيقها ضمن رسالتها التربوية، من خلال تعويد الطلاب على نظافة ما يسقط حول مقاعدهم الدراسية من أوراق صغيرة وبعض المخلفات داخل الفصول.
وبينما رصدت "الوطن" أحد المعلمين وهو يوجه الطلاب من خارج سور المدرسة بجمع النفايات، نفى مدير المدرسة الثانوية عبد الرحمن المزيني، أن تكون إدارته كلفت الطلاب بتنظيف سقف الفناء الحديدي.
وأشار إلى أن المكان مرتفع ويشكل خطراً على الطلاب، مضيفا "لا يمكن لتربوي أن يزج بأبنائه في مكان مثل ذلك"، مفيدا بأن الأمر إذا حدث فعلا من الطلاب أو غيرهم بالصعود إلى سقف فناء المدرسة وتنظيفه، فهو تصرف فردي منهم لم تعلم المدرسة عنه.
وكانت وزارة التربية والتعليم نفت في وقت سابق ما تردد أخيراً حول وجود دراسة لإلغاء مهام عمال النظافة في المدارس مقابل إسناد هذه الأعمال للطلاب والطالبات والهيئة التعليمية.
إلى ذلك، استغرب مسؤول بوزارة التربية والتعليم -فضل عدم ذكر اسمه- مثل هذه المواضيع التي تناولتها بعض وسائل الإعلام، مؤكدا أنه لا يعقل أن تكون هناك دراسة تحمل الطلاب والمعلمين مسؤولية النظافة في مدارسهم، مؤكدا أن مهام المعلمين والمعلمات تعليمية بحتة فقط في المدارس، وأن عقود نظافة المدارس مستمرة، ولا دراسة لإلغائها.
وكشف عن أن بعض وسائل الإعلام استغلت مشاركة وزير التربية والتعليم لطلاب جدة خلال قيامهم بأعمال النظافة في إحدى المدارس ضمن أنشطة طلابية جديدة تهدف إلى تعويد الطلاب على الاهتمام بالنظافة، وغرس قيمها في نفوسهم، وفسرتها على أنها برنامج يهدف إلى تكليف الطلاب بالنظافة، وأن هذه الفعالية هي إحدى الأنشطة المدرسية الاعتيادية المتعلقة بغرس قيم الاهتمام بالنظافة، وترسيخ مبدأ المحافظة على المكتسبات الوطنية.