أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أنه قدم للرئيس السوري بشار الأسد أثناء لقائه الثاني معه في دمشق أمس "سلسلة مقترحات ملموسة" سيكون لها "انعكاس حقيقي" على الوضع الميداني في سورية، إلا أنه اعترف بأن مهمته صعبة. وقال في ختام لقائه "قدمت سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة". وأكد أن المحادثات تركزت على ضرورة "وقف فوري لأعمال العنف والقتل، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وحوار". وأضاف "الرد الواقعي هو (القبول) بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسورية ديموقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان". وأعرب عنان عن "تفاؤله"، وقال إن مهمته ستكون "صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل". وأضاف "إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا وأغلب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف".
وقال أيضا "إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم"، مشيرا إلى أن "الوضع سيئ للغاية وخطير جدا ولا يمكن لأحد أن يفشل".
وكان عنان التقى في وقت سابق أمس المفتي وممثلين عن جميع الطوائف الدينية بسورية.
كما التقى عنان أول من أمس بأطراف من المعارضة في الداخل، الذين أكدوا له خلال لقائهم ضرورة التزام السلطة بتعهداتها في وقف استخدام العنف للتأكد من "حسن نواياها" قبل البدء بالعملية السياسية.
في غضون ذلك، بحث الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في الرياض أمس الملف السوري مع كل من مساعد وزير الخارجية الصيني المبعوث الخاص للأزمة السورية تشانج مينج، ووزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله. وأكد بيان خليجي أن الزياني ومينج تبادلا خلال الاجتماع الآراء حول الملف السوري والمستجدات في الشرق الأوسط.
وعقب الاجتماع الخليجي الألماني، طالب فيسترفيله والزياني بوضع حد فوري لنزيف الدماء في سورية. وقال فيسترفيله "كلانا على قناعة بأن من غير الممكن قبول مثل هذا الوضع"، فيما قال الزياني إن أعمال القتل في سورية أمر مخيف ويجب وقفها بشكل فوري.
من جهة أخرى، يجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للاحتفال رسميا بـ "الربيع العربي"، لكن موضوع سورية سيتصدر النقاشات التي يتوقع أن تكون محتدمة.
وتوقع دبلوماسي من بلد عضو بمجلس الأمن الدولي أن الاجتماع "سيؤدي إلى خلافات جديدة"، في ظل تصميم "الأسد على عدم التراجع واتساع الهوة بين روسيا والغربيين". ويخشى دبلوماسيون من أن تمتد الخلافات بشأن سورية إلى ملفات أخرى.
ومن المتوقع أن تعقد وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرجي لافروف لقاء ثنائيا اليوم على هامش الاجتماع. ويراهن الغربيون على تغيير في الموقف الروسي بعد فوز فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية، لكن موسكو ما زالت متمسكة بمواقفها.
وسيرأس اجتماع اليوم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج بحكم أن بريطانيا تتولى في مارس الحالي الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، وسيشارك فيه وزراء خارجية البرتغال وجواتيمالا والمغرب.