قادت قوة ملاحظة سيدة سعودية في حائل للكشف عن تعمد بعض موزعي التبغ والباعة تجزئة علب الدخان لبيعها للأطفال دون سن العاشرة، وهو ما أكدته الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" بحائل.
واتهم أمين عام الجمعية سليمان بن عبدالرحمن الصبي موزعي شركات التبغ برمي السجائر أمام المدارس لاصطياد الأطفال والطلاب، وقال هذه ظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي وهي آخذة في التزايد.
وقد تلقت "الوطن" اتصالاً من السيدة أم عبدالرحمن أكدت فيه أن ابنها البالغ من العمر (9 سنوات) وقع ضحية شركات التبغ، وباعة التموينات الصغيرة. واتهمتهم باستهداف صغار السن وتوريطهم في تعاطي الدخان من خلال توزيعها لعلب سجائر صغيرة الحجم وبسعر 3 ريالات في متناول شريحة لا تستطيع تأمين أكثر من هذا المبلغ.
وأكدت السيدة وبانفعال أنها اكتشفت ادخار ابنها لمصروفه اليومي لشراء علبة سجائر دخان صغيرة الحجم تحتوي على 10 سجائر فقط. وشددت على أن ابنها أخبرها أن أطفالا آخرين يقومون بالشيء نفسه، حيث يشترون بمصروفهم اليومي علب السجائر التي أصبحت في متناولهم بهذا السعر.
وقالت: ليس لدي أدنى شك من أن شركات التبغ كانت تستهدف من وراء طرح هذه العلب الصغيرة المتدنية السعر استدراج صغار السن ممن لا يمتلكون مبالغ تسمح لهم بشراء علب السجائر العادية. وهي تعلم أن المدخنين العاديين في مقدورهم شراء علب السجائر بحجمها العادي.
ومن جهته قال لـ"الوطن" أمين عام جمعية "نقاء" سليمان بن عبدالرحمن الصبي إن الجمعية تؤكد باستمرار على أهمية عدم بيع الدخان للأحداث والمراهقين وذلك بهدف جعل شراء السجائر أمرا صعبا بالنسبة للقصر، فظاهرة شراء القصر والأحداث للدخان وتعاطيهم له أمام أعين الجميع تبدو مؤسفة في الشارع السعودي.
وشدد أمين عام جمعية "نقاء" أن ما يقوم به بعض موزعي شركات التبغ برمي السجائر أمام المدارس لاصطياد الأطفال والطلاب هو شيء دخيل على المجتمع السعودي وهو ظاهرة بدأت تتزايد من خلال العديد من الشكاوى التي وردت للجمعية خلال الفترة الماضية ونحن كمكافحين وأولياء أمور نستنكر هذه الأساليب فرمي العلب وهي ممتلئة بالسجائر أمام المدارس يستهدف إغراء أبنائنا الطلاب وجرهم لممارسة عادة التدخين، ويجب أن تقوم المدارس بمراقبة الوضع خارج المبنى المدرسي أثناء اليوم الدراسي لرصد الذين يروجون لمنتجات التبغ عبر رميها في طريق الطلاب وأمام واجهات المدارس، فموزعي ومسوقي التبغ وكعادتهم يستخدمون كل السبل لصيد الصبيان والمراهقين دون أي مراعاة لقيم المجتمعات.
وذكر الصبي أن الجمعية قامت بمخاطبة أمانة حائل لإشعارها بقيام بعض البقالات ببيع السجائر وتجزئتها من أجل إغراء الأحداث والمراهقين وتشجيعهم على شرائها.
وأكدت أن الجمعية خاطبت وزارة التجارة العام الماضي بشأن قيام بعض الأسواق والبقالات ببيع التبغ وسجائر الدخان للقاصرين وبالتجزئة.
ودعا خالد الصبي جمعية حقوق الإنسان إلى التدخل والعمل على مخاطبة الجهات المعنية بغرض إصدار نظام يجرم ويحاسب من يبيع الدخان للقاصرين. ومن يوزعه لهم بالمجان فبيع الدخان للقاصرين يمثل جريمة كبرى في الدول الغربية وبعض دول العالم الثالث إلا أنه يعد لدينا أمرا عاديا ويحدث باستمرار وأمام أعين الجميع فهذا العمل يدخل ضمن المخالفات الصريحة والواضحة لحقوق الطفل والتي طالبت الشريعة الإسلامية بالحفاظ عليها قبل المواثيق العالمية والدولية التي تنادي بحقوق الأطفال.