دخل مشروع " صندوق الأدباء" المطروح في الساحة الثقافية السعودية منذ سنوات منعطفا جديدا بإقرار نادي مكة الأدبي فكرة الصندوق أخيرا.
وسبق للجنة الثقافية والإعلامية بمجلس الشورى أن قدمت دراسة بهذا الخصوص عام 2009 ، طبقا لماقاله لـ " الوطن " رئيس اللجنة في حينه حمد عبد الله القاضي الذي أوضح : أن المجلس أنهى دراسة حول تأسيس رابطة للكتاب والأدباء ، وكان من ضمن مواد اللائحة المقترحة إنشاء صندوق للأدباء يدعم من الحكومة والاشتراكات والهبات والتبرعات الخاصة ، ويهدف إلى مساعدة الكتاب في نشر إنتاجهم ، ودعمهم في التمثيل الخارجي ، والوقوف معهم وقت الحاجة وفي مقدمتها الأزمات الصحية. وأضاف القاضي أن المقترح رفع للجهات العليا بعد موافقة الشورى عليه في وقته . ولم يتسن لـ " الوطن" معرفة مصير الدراسة . الآن بعد محاولات للتواصل مع رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى حاليا الدكتور سعد البازعي.
بدوره أكد رئيس مجلس إدارة نادي مكة الأدبي الدكتور حامد الربيعي ان"صندوق الأدباء"الذي أقره المجلس في اجتماعه الذي عقد الأسبوع الماضي يهدف لتقديم المساعدات المالية والعينية للأدباء والمثقفين الذين يتعرضون لأزمات مالية أو صحية لمساعدتهم ، مبينا أن إنشاء الصندوق ينسجم مع لائحة الأندية الأدبية التي أقرها وزير الثقافة والإعلام ، وستوفر الموارد المالية للصندوق من خلال فتح قنوات مع رجال الأعمال والشخصيات الاقتصادية المكية وغيرها التي لها إسهامات كبيرة في دعم الأعمال الإنسانية والاجتماعية إضافة إلى الشركات والمؤسسات الوطنية التي دأبت على المساهمة في كل الأعمال الاجتماعية والخيرية.
وأشار الربيعي إلى أن المجلس سيحدد آليات عمل الصندوق ودراسة أحوال الأدباء والمثقفين المحتاجين للمساعدة المالية والعينية وسيعد النادي قاعدة بيانات عن كل الأدباء والمثقفين بالعاصمة المقدسة، مؤكدا تفاعل العديد من الشخصيات مع مقترح إنشاء هذا الصندوق وسيشكل مجلس إدارة للصندوق وتحديد بنود الصرف وكيفية تنمية موارد الصندوق .
يشار إلى أن فكرة الصندوق ظلتت تتداول في الساحة الثقافية منذ سنوات سابقة لتأسيس وزارة الثقافة والإعلام ، وسبق لمديرعام جمعية الثقافة والفنون الأسبق محمد الشدي أن رفع الصياغة النهائية لنظام الصندوق للرئيس العام لرعاية الشباب. أما جمعية المسرحيين السعوديين، فقد كانت ضمن اللائحة التأسيسية لها ، مادة نصت على إيجاد صندوق التكافل الاجتماعي الخاص بأعضاء الجمعية من المسرحيين.
وكان قرار خادم الحرمين الشريفين باعتماد مبلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي العام الماضي ، قد أعاد فكرة "صندوق الأدباء للواجهة مرة أخرى، بأمل تفعيله بعد أن ظل معطلا على مدى أكثر من 30 عاما تتقاذفه توصيات المؤتمرات والملتقيات . حيث طرحت فكرة إنشاء صندوق للأدباء افي المؤتمر الأول للأدباء السعوديين الذي عقد في مكة المكرمة عام 1974، ثم في المؤتمر الثالث الذي عقد في الرياض في ديسمبر 2009، وظلت الفكرة هائمة في توصيات المؤتمرين، إلى أن تم تنشيطها في لائحة الأندية الأدبية الأخيرة التي تضمنت فقرة تنص صراحة على إنشاء صندوق للأدباء السعوديين، لكن موارد الأندية الأدبية المالية التي لا تتجاوز مليون ريال سنوياً، لم تساعد على تنفيذ الفكرة.