دفعت الأحداث الأمنية التي يشهدها اليمن منذ أسابيع الولايات المتحدة الأميركية إلى رفع سقف مساعداتها المالية واللوجستية لمواجهة خطر تمدُّد تنظيم القاعدة إلى مناطق يمنية أخرى. وأوضحت مصادر أمنية يمنية مطَّلعة أن واشنطن قررت تقديم مساعدات مالية وعسكرية عاجلة لصنعاء لدعم قدرات القوات الأمنية على مواجهة التنظيم.

وكانت السلطات اليمنية قد بدأت حملة عسكرية واسعة ضد مسلحي التنظيم في جزيرة العرب، وأشارت مصادر رفيعة إلى أن الهجوم تم باستخدام المدفعية والقنابل واستهدف منطقة جعار بمحافظة أبين. وأفادت المصادر أن الهجوم الذي يأتي بعد أيام من الهجمات التي استهدفت الجيش وأوقعت أكثر من 185 قتيلاً أدت إلى مقتل 8 وجرح 12 من المسلحين.

وكانت القوات المسلحة قد قالت في بيان صحفي أمس إن مسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة بجنوب اليمن أقدموا على استهداف مقر للمخابرات اليمنية بمدينة المكلا عاصمة حضرموت بعبوة ناسفة. وأضاف البيان أن الإرهابيين قاموا بزرع العبوة في سيارة أحد ضباط المخابرات وفجروها عن بعد. مضيفة أن الانفجار لم يسفر عن إصابات بشرية أو أضرار بالمبنى.

إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية أمس أن الأجهزة الأمنية اليمنية تمكنت من إلقاء القبض على مشتبه بانتمائه للقاعدة في محافظة أبين بجنوب اليمن. وأنه يخضع حالياً للتحقيق. كما أعلن التنظيم وفاة أحد قياداته، وقال في بيان إن محمد الحنك الذي يعد أحد المسؤولين البارزين لقي حتفه في 4 مارس الجاري متأثراً بمرض أصابه منذ فترة. من جهته وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس العمليات الإرهابية التي استهدفت الجيش وقوات الأمن في محافظة أبين الأحد الماضي بأنها أرادت تقويض الأمن في اليمن. وقال في تصريحات صحفية أمس "هذه الأفعال الإجرامية هدفت لقويض الأمن وزعزعة الاستقرار".

وكان العديد من المدن اليمنية قد شهد أمس خروج مسيرات سلمية تطالب بسرعة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية ومهنية. ففي العاصمة صنعاء انطلقت مسيرة من ساحة التغيير شارك فيها الآلاف إلى أمام منزل الرئيس هادي للمطالبة بالبدء في عملية إعادة هيكلة القوات النظامية وفقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية. كما طالب المتظاهرون بمحاكمة كل المتورِّطين في جرائم قتل المتظاهرين السلميين وقصف الأحياء السكنية. مؤكدين المضي في الثورة وملازمة الساحات حتى تحقيق كامل أهداف الثورة. كما خرجت مسيرات مماثلة في مدينة تعز والضالع.