أدى قرار وزارة التجارة الاثنين الماضي فتح باب استيراد الأسمنت من الخارج لاستقرار نسبي في أسعاره، حيث يتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مزيدا من الاستقرار مع تطبيق القرار فعليا على أرض الواقع من قبل شركات المقاولات ومصانع الخرسانة الجاهزة، المستهلك الأكبر لمادة الأسمنت، لكن العامل النفسي على ما يبدو أدى لهذا الاستقرار السريع في بعض المناطق خصوصا في المنطقة الغربية التي سيغطي الاستيراد من الأردن القريبة حاجتها من الأسمنت، في حين ساهم قرار مصنع أسمنت نجران قصر بيع الأسمنت على عملائه بالمنطقة ومنع البيع للعملاء في منطقة عسير في مايشبه الاكتفاء الذاتي بنجران واستقرار أسعاره هناك أيضا، لكن منطقة المدينة المنورة لا تزال تعاني شحا في الأسمنت لاعتمادها على مصنع واحد هو مصنع أسمنت ينبع لا يغطي إنتاجه حاجة المنطقة، وفي المقابل تشهد الأحساء توفر الأسمنت وهبوط أسعاره لـ 15 ريالا للكيس والتوصيل بالمجان.
وفي هذا السياق أكد رئيس اللجنة التجارية بالغرفة الصناعية بالمدينة المنورة محمود رشوان أن فتح استيراد الأسمنت سيلبي حاجة المنطقة الغربية، مشيرا إلى أن الاردن يعد البلد الأقرب للاستيراد.
واستبعد في تصريح لـ"الوطن" إمكانية الاستيراد من الإمارات ومصر بسبب بعد المسافة، مستغربا طلب تكتلات مصانع الأسمنت السماح لها بتصدير منتجاتها في ظل حاجة المملكة الشديدة للأسمنت والطلب المتزايد عليه لمواكبة النهضة العمرانية التي تشهدها حاليا.
وأوضح أن الجهات المعنية سمحت برخصة واحدة فقط لإقامة مصنع آخر في المدينة المنورة بجانب مصنع أسمنت ينبع، مشيرا إلى أن الرخصة الممنوحة حاليا جاءت لتغطية احتياج المدينة بواقع 15 ألف طن يوميا، لافتا إلى أنه أمام المصانع الحديثة 36 شهرا لبدء نشاطها التجاري حيث تمر في عقود التصميم وعقود التوريد والتركيب والتشغيل التجريبي ثم التشغيل التجاري.
وشدد على ضرورة استمرار الاستيراد حتى تشبع السوق المحلي، وبدء الإنتاج محليا عقب تشغيل المصانع الجديدة، ويتوقع أن يكون ذلك بعد عامين تقريبا.
وبينما أعلنت وزارة التجارة عن فتح باب الاستيراد للأسمنت، كشفت اللجنة التجارية في الغرفة الصناعية بالمدينة عن حاجة المدينة لرخصتي إنشاء لإقامة مصنعي أسمنت بجانب مصنع أسمنت ينبع.
وأكدت اللجنة أن المدينة المنورة لا تزال تشهد عجزا في الأسمنت المكيس والسائب مما اضطر بعض المقاولين إلى جلب شاحنات خاصة لهم محملة من مصانع الجوف.
يشار إلى أن مصنع أسمنت الصفوة الواقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة لم يورد أيا من إنتاجه إلى المدينة بعدما طلبت الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة بخطاب رسمي للمصنع تزويد منطقة المدينة بأسمنت مصنع الصفوة لحين انتهاء الأزمة، وما زال السوق في المدينة المنورة يعتمد على أسمنت ينبع " المكيس " في ظل عجز الأسمنت السائب ومعاناة 45 مصنعا من هذا العجز بين مصانع خرسانة ومنتجات أسمنتية.
من جهة أخرى استقرت كميات وأسعار الأسمنت في منطقة نجران في تأكيد على نجاح الخطوة التي اتخذها فرع وزارة التجارة بنجران القاضي بمنع أصحاب التصاريح لبيع الأسمنت في نجران من البيع خارجه خصوصا للعملاء من منطقة عسير.
وأبدى عدد من المقاولين التقتهم "الوطن " ارتياحهم لهذا القرار الذي منع الشاحنات التي تملك تصاريح بيع للسوق المحلية من تصديره إلى خارج منطقة نجران ومتابعتها من قبل وزارة التجارة بعد أن أدى الطلب الكبير خلال الفترة القليلة الماضية إلى حالة إرباك تسببت بظهور السوق السوداء.
المواطن احمد سالم آل حوكاش قال إن سوق الأسمنت مستقر ولم يعد هناك أية صعوبات يواجهها المستهلك في الحصول على الكميات التي يحتاجها، مؤكدا خروج من أسماهم بالدخلاء على السوق وهم من كانوا سببا فيها على حد تعبيره.
هذا ويذكر أن شركة أسمنت نجران قد أعلنت مؤخرا توليها عملية بيع الأسمنت بنفسها على كافة شرائح المستهلكين، دون الاعتماد على محلات بيع هذا المنتج، وجندت فريقا كاملا لتطبيق القرار سعيا منها لإعادة استقرار أسعار الأسمنت بالسوق المحلية.
ومن جانبه أكد مدير فرع التجارة بنجران صالح آل عباس أنه تم منع الموزعين الذين يملكون تراخيص بيع داخل المنطقة فقط من البيع خارجها لأن تصاريح بيعهم لمنطقة نجران فقط، أما بالنسبة للموزعين الذين يملكون تصاريح بيع خارج المنطقة فلا علاقة لنا بهم وهذا كله جاء حسب توجيه أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبد الله، الرامي إلى توفير مادة الأسمنت للمستهلكين ضمن نطاق سعري مقبول.
وفي منطقة الأحساء أكد باعة أسمنت "آسيويون" في منافذ البيع المنتشرة في مدن وقرى الأحساء أمس توفر الأسمنت في منافذ البيع المنتشرة في مواقع المخططات والأحياء السكنية الجديدة بكميات كبيرة، تفوق الاحتياج الفعلي للمشاريع الحديثة في الأحساء، وأنه "لا أزمة نقص في أسمنت" بالأحساء، مشيرين خلال أحاديثهم أمس إلى "الوطن" أنه لا وجود لما يثار حول نقص الأسمنت في الأحساء، وأكدوا ثبات السعر لدى جميع الموزعين والباعة في جميع المنافذ، إذ أن سعر الكيس 15 ريالا بهامش ربحي بسيط لا يتجاوز الـ 1.5 ريال في الكيس الواحد، والتوصيل بالمجان للطلبات الكبيرة.
وقال منة سلام " بائع آسيوي" إنه بالرغم من الطلبات المتزايدة على مبيعات الأسمنت في منافذ البيع، بفعل الحركة العمرانية التي تشهدها الأحساء، لم يسجل نقصاً في الكميات المباعة، فجميع الطلبات متوفرة دون زيادة بالأسعار، مضيفاً أن مبيعاته هو فقط يومياً من 400 إلى 500 كيس أسمنت.