في واجهة بهو معرض الكتاب، وقف الزوار كثيرا أمام "مصحف الفيصل" والذي يعد الأول من نوعه "المكتوب يدويا على ورق البردي" في الجناح الخاص بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذي يضم إضافة للمصحف عددا من المخطوطات النادرة وبعض الإصدارات.

فكرة "مصحف الفيصل" أتت -بحسب ما يذكر "البروشور" التعريفي المرفق من قبل مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات- سعيا من أبناء الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- وبرا بأبيهم لكتابة المصحف بخامة فريدة غير معدّة للطباعة, فتم اختيار ورق البردي، وكلّف بإعداده الخطاط في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية "طاهر عبدالقادر عمارة" الذي كان موجودا في جناح مركز الملك فيصل، وكتب أسماء عديد الزوار بالخط النسخ والثلث. المصحف النادر الذي عرض من خلف الزجاج حماية لأوراقه من العبث، يتكوّن من 604 صفحات وكتب بخطي النسخ والثلث موافقا رسما وضبطا لمصحف المدينة المنورة، وكتب بالحبر الصيني الأسود، كما ذُهّبت صفحاته بمداد الذهب اللامع، واستغرقت كتابته 50 شهرا على صفحات بمقاس 90 × 60 سم، فيما يتميز ورق البردي المعروف منذ القدم لدى الحضارات "النهرية" بتصنيعه يدويا دون مواد كيميائية.

حيث يقبل "البردي" معظم الخامات الفنية من أحبار وألوان مائية والبوستر والذهب والفضة، وتنبعث منه رائحة زكيّة ويعمّر آلاف السنين. يذكر أن المحطة القادمة للمصحف النادر بعد المعرض ستكون في متاحف ومراكز إسلاميّة متنوّعة داخل وخارج السعودية.