قالت دراسة أعدها مركز التقدم الأميركي حول انعكاسات نتائج الانتخابات الإيرانية على مسار المفاوضات المتوقعة في طهران ومجموعة 5+1 الدولية إن النتيجة الكبيرة التي حققها أنصار الزعيم علي خامنئي بسبب قمع كل القوى المعارضة لأنصاره من داخل النظام ومن خارجه، يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية على صعيد التفاوض الذي يحتمل أن يبدأ الشهر المقبل في تركيا، فيما رحب خامنئي، أمس بدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتجنب الخيار العسكري بشأن البرنامج النووي الإيراني، بحسب موقعه الرسمي.

وقال خامنئي أمام مسؤولين دينيين إيرانيين كبار إن خطاب أوباما الذي دعا فيه الثلاثاء الماضي إلى تجنب أي ضربة عسكرية ضد إيران "خطاب جيد يدل على أن الأميركيين يخرجون من وهم".

وقالت الدراسة "لقد حصل أنصار خامنئي على نحو 75% من مقاعد البرلمان فيما عانى أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد من هزيمة ساحقة حتى إن شقيقة الرئيس سقطت في الانتخابات في القرية التي نشأت فيها أسرتها. وفيما كان خامنئي في العادة معاديا لفكرة الوصول إلى اتفاق مع الغرب، إذ إنه يعتقد أن الغرب يهدف إلى تدمير إيران، فإن تخلصه من حصة كبيرة من معارضيه قد أطلقت يده كحاكم في السياسة الإيرانية. وهكذا فإنه قد يشعر بثقة أكبر لحد السماح لممثليه بالتفاوض مع دول مجموعة 5+1 حول المسألة النووية على نحو كان الإيرانيون يرفضونه بصورة معتادة في السابق وحتى الآن".

وأضافت "إذا كان خامنئي يعتقد حقا كما قال الشهر الماضي أن الحصول على سلاح نووي هو خطيئة، فضلا عن كونه أمرا غير مفيد، فإن الوقت قد حان ليبرهن على ذلك حقا باتخاذ قرار يعيد إيران إلى قائمة الدول الملتزمة بالكامل بقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وكانت آراء الباحثين والمعلقين الأميركيين قد انقسمت بين من يرون أن إيران قبلت بالتفاوض لمجرد كسب المزيد من الوقت وبين من يقولون إن ذلك القبول يرجع إلى الضغوط الهائلة التي مارسها المجتمع الدولي ضد طهران والتي وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار.

إلى ذلك أوردت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل أسلحة متطورة مقابل التزام الدولة العبرية بعدم ضرب المنشآت النووية الإيرانية هذا العام.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين لم تكشف عن أسمائهم، وكذلك عن مصادر استخباراتية، أن الإدارة الأميركية عرضت خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع تزويد إسرائيل بقنابل مضادة للتحصينات وطائرات تزويد بالوقود بعيدة المدى.

وفي المقابل تتعهد إسرائيل بتأجيل هجومها المحتمل على إيران إلى عام 2013 بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل، بحسب "معاريف".

في هذه الأثناء طالبت القوى العالمية إيران أمس بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع بارشين العسكري.وقالت "ندعو إيران إلى الالتزام بدون شروط مسبقة في عملية حوار جدي" بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي.

وفي هذا السياق قال خبراء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران بدأت جهودا كبيرة لتنظيف موقع بارشين الذي سبق أن رفضت فتحه أمام مفتشي الوكالة ثم قالت إنها ستسمح بزيارته بعد الاتفاق على إطار لتنظيم زيارات المفتشين مع مجلس حكام الوكالة.

وقال الخبراء إن الشاحنات والأوناش تعمل على إزالة طبقة من الأتربة المحيطة بأماكن معينة في الموقع وعلى تطهيرها تماما.

وفسروا ذلك بتأكيدهم بأنها ناتجة عن صور التقطتها الأقمار الصناعية على مدار الساعة منذ بدء الحديث عن زيارة الموقع المثير للشكوك. وقال أحد الخبراء إن هناك أدلة لدى الوكالة من معلومات سابقة أن أعمالا لصنع جهاز التفجير الخاص بالعبوات النووية تجري هناك.