أصبحت عمان الشرقية أو القديمة أو القسم الشرقي من العاصمة الأردنية عمان مأوى لكثير من اللاجئين السوريين الفارين من حملة قوات الأمن العنيفة. وتتحدث اللاجئات السوريات بمرارة بالغة في أزقة عمان الشرقية الآمنة عما عانينه في حي بابا عمرو. فقد تحدثت السوريات عن حياتهن هناك في ظل الخوف من التعرض للاغتصاب والتعذيب وعن حزنهن على فقد كثير من أحبائهن. وقالت لاجئة من حي بابا عمرو فضلت عدم نشر اسمها "الأم ترى ابنها يذبح أمامها. وأوضحت المرأة أن النساء دائما ما يكن أهدافا سهلة في حملة القوات الحكومية. وقالت "صار فيه اغتصاب. صار فيه مداهمات. والتفتيش يعني كثير مواقف تنحط فيها تتمنى انك تموت ولا توضع بها لأنها مواقف مخزية. يعني البنت بعد ما يغتصبوها يكتبوا لها "لا إله إلا بشار".

وشهد الأردن تدفقا للاجئين السوريين الذين وصلوا له بعد تصاعد أعمال العنف في مدن مثل درعا وحمص. وفرت أسر النشطاء من بيوتها إلى الأردن ودول أخرى مجاورة خوفا من استهدافها. وقالت لاجئة تدعى أم عبد المالك وهي من حي بابا عمرو أيضا إن النساء كن يخشين الخروج من بيوتهن خوفا من تعرضهن للخطف أو الاغتصاب. وأضافت أم عبد المالك وهي تحمل طفلها "لم نكن نقدر على الخروج لشراء أغراض بسبب الخوف من الخطف". ويقول النشطاء السوريون إن السلطات تستخدم النساء بشكل منظم للي ذراعهم. ويضيفون أن الاغتصاب والسجن والقتل جزء من مخططاتهم العامة. ويقول النشطاء إنهم أخلوا الأحياء من النساء خوفا من تعرضهن للاغتصاب أو التعذيب. وقالت لاجئة من حمص تدعى أم محمد وهي تغالب دموعها "أكثر شيء عرض البنات. عندنا بنت عند حي جامع الرفاعي أخذوها أربع أيام وأرجعوها لأبيها. قال أبوها لو أرجعوها لي ميتة أفضل. لقد رأيت هذا المشهد بعيني".

وفي مستشفى الهلال الأحمر بعمان حيث يعالج غالبية اللاجئين السوريين من جروحهم تحنو لاجئة تدعى أم أصيل على ابنها الذي بترت ساقه في الآونة الأخيرة نتيجة لإصابة تعرض لها في أعمال العنف. وقالت أم أصيل "الأمهات السوريات وضعهن حزين. اللي عندها شهيد واللي عندها مصاب واللي عندها معتقل. ما في ولا أم في سورية مبسوطة". ويقدر مسؤولون أردنيون أن زهاء 70 ألف لاجئ سوري قدموا إلى الأردن منذ تفجر الانتفاضة وسط مخاوف من تزايد تدفقهم في حالة استمرار تصاعد العنف في سورية.