لم يعد هناك سبب لأن يتخوف الآباء والأمهات، على الرغم من أن الأطفال يعودون من المدينة إلى البيت في وقت متأخر، والسبب برامج المراقبة التي انتشرت، والتي تتيح لأولياء الأمور القلقين والفضوليين مراقبة أطفالهم على مدار الساعة. وذكر تقرير نشرته صحيفة "يودسكي فيستكـوستين" أن ما يصـل إلى 16 ألف دنمـاركي قاموا بالفعل بتحميل البرنامج المستخدم في تحديد موقع أفراد العائلة، والمسمى "لايف 360 درجة فاميلي لوكيتور"، وهو واحد من العديد من برامج الرصد المتاحة.

يقول توني فام، نائب الرئيس في القسم التسويقي الخاص ببرنامج "لايف 360 درجة فاميلي لوكيتور"، للصحيفة "الآباء والأمهات يريدون دائما معرفة أن الأطفال هم في أمان، الشيء الذي توفره لك هذه البرامج بطريقة سهلة ومريحة"

ويقول الخبير بورنس فيلكور إن انتشار هذه البرامج يشير إلى انعدام الثقة، مؤكدا أن هذا الرصد التقني يشكل مصدر قلق بالنسبة لجمعية رفاهية الطفل.

وترى بينتي بوسوروب، نائب رئيس جمـعية رفـاهية الـطفل إن "عمـلية الـتربية تقـتضي أن تكون هناك اتفاقات بينك وبين الطفل، وأن تسمح له بأن يكون بعيدا عن ناظريك. أما استخدام هذه الطريقة فيعني أنك تعرب عن عدم ثقتك بأطفالك"، مشيرة إلى أن العديد من الخبراء يجدون صعوبة في رؤية الجانب الإيجابي في المـراقبة.

ويقول بيتر لاوريتزين، المحاضر في قسم المعلومات والدراسات الإعلامية ومدير منتدى دراسات الرصد لصحيفة "يودسكي فيـستكوستين" إن "مـراقبة أطفالنا تولد الشعور بانعـدام الطمـأنينة، والذي هو يموج في داخلنا نحن جميعا، هناك دائما هاجس أن يضيع أطفالنا أو يتعرضون للخطر، وهذا الشعور بانعدام الطمأنينة يُطلَق له العنان الآن"

أما الباحث في شؤون الطفل والأسرة بيير شولتز يورغنسن فيرى أن مراقبة الأطفال ما هي إلا شعور زائف بالأمان، مشيرا إلى أن المراقبة لن تؤدي لراحة حقيقية بالنسبة لنا كأفراد. حيث تتيح هذه الأجـهزة للأم أن ترى طفلها، إلا أنها لا تزال لا تستطيع التدخل عند الخطر.