لمدة ساعة وتسع عشرة دقيقة, تحدث المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI فيلب مود في محاضرة أقيمت في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأمريكية أول من أمس عن جهود الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة الإرهاب, وفي كل جزء من حديثه كان يذكر المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر, كأمثلة إيجابية للحرب على الإرهاب, ومما ذكره كذلك إنكار كبار العلماء في المملكة للأحداث الإرهابية. كل هذا الحديث كان منقولاً على الهواء مباشرةً على قناة C-SPAN الخاصة بالعاصمة واشنطن, ولم يتطرق الإعلام الأمريكي لحديث السيد فيليب مود. كنت أستمع منتشياً لما يقول, حينما كان يذكر جهود السعودية بشكل إيجابي, وكان يركز على الفترة منذ عام 2003م وحتى الآن. هذا الحديث من مسؤول سابق ينافي تماماً ما تتم الإشارة إليه في القنوات والصحف الأمريكية عن السعودية ومكافحتها للإرهاب.
ساعة وتسع عشرة دقيقة, في محاضرة حضرها المئات واستمع إليها ربما الآلاف, كنت أتمنى أن يستفيد منها محللو الأخبار في قناة FOXNEWS والتي يحسب لها المهنية ولا يحسب لها الحياد. وهذا التحليل بإمكان السفارة السعودية في واشنطن – مثلاً – أن تقوم بجهد مضاعف في نشره وتسجيله, أو استضافة السيد مود للحديث عن جهود السعودية في محاربة التطرف والإرهاب, فالشهادة حين تكون من الطرف المهاجم لنا تكون أوثق من غيره.
قبل ستة أشهر, كان الحديث متطرفاً تجاه المملكة حينما قام النيجيري فاروق عبدالمطلب بتفخيخ ملابسه الداخلية, ورغم أنه لا يحمل الجنسية السعودية , إلا أن التطرق للمملكة أصبح أمراً ممتعاً في بعض القنوات خصوصاً حين تحدثوا عن برنامج المناصحة وعن المطلوب سعيد الشهري. ذات القنوات بعثت موفديها لإجراء المقابلات التلفزيونية وعمل التقارير الصحفية عن البرنامج وكيفية تأهيل المطلوبين أمنياً وانتشالهم من الفكر الضال. لكنها لعبة الإعلام المسيس, الذي يبتسم للحصول على ما يريد. في كل مرة نتحدث عن إطلاق قناة مضادة, وحينما نتحدث عن التضاد لا يعني تزييف الحقائق, ولكننا بحاجة إلى قناة ناطقة باللغة الإنجليزية, تعمل باحترافية قناة "العربية" مثلاً, وتكون موجهة لمن لا يعرفون عنا إلا جزءا من الحقيقة, بعضها يتم تشويهه لحاجة في نفس يعقوب. والسلام.
[email protected]