لا يخطر ببال الزائر لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أنه قد يجد أمامه كتابا يتجاوز سعره الـ300 ألف ريال، خاصة وأن المعرض يفتح أبوابه لعموم الناس، ولا يكاد يتجاوز متوسط أسعار الكتاب الواحد فيه 150 ريالاً.

وكان جناح شركة نمساوية تدعى "أديفا" هو من كسر القاعدة، حيث تضمنت معروضاته مصحفا على ورق مذهب، يعود تاريخه إلى ما قبل 9 قرون، وعددا آخر من المطبوعات النادرة يتجاوز عمرها 1000 عام بمبالغ تتجاوز عشرات الآلاف.

وإذا كان الزائر عاشقا للكتب النادرة، والتي لا تقدر بثمن، ما يجعل الحصول عليها أمرا مستحيلاً، فإنه على الأقل سيتمكن من شراء نسخة طبق الأصل، يصعب التمييز بينها وبين النسخة الأصلية، حيث يقدم الجناح النمساوي المتخصص في إعداد نسخ طبق الأصل لكتب نادرة "عربية، وفارسية، وتركية" يصل عمر بعضها إلى أكثر من ألف عام ، تتواجد في أهم المتاحف العالمية، منها الكتاب العربي الشهير في علم الطب "الشفاء".

مالك الشركة ذات الستين عاما التي ورثها عن والده، الدكتور مايكل سترزل تحدث لـ"الوطن" مؤكدا أن أهم ما يقدمه الجناح هو نسخة من القرآن الكريم، بالخط اليدوي، تعود للعام الميلادي 1112، ويعتقد أنها كتبت في العراق أو إيران.

وَأضاف الدكتور مايكل "النسخة تعد فريدة من نوعها، فقد جرت العادة أن يكتب على الورق كلام مذهب، إلا أن هذه النسخة جاءت على العكس، حيث كتبت بالحبر على ورق الذهب".

وأوضح أن شركته تقدم نسختين من المصحف، الأولى يبلغ سعرها 27 ألف ريال، وهي النسخة الاعتيادية المطابقة بالأصل، وأخرى تباع بـ300 ألف ريال، مبررا ارتفاع سعرها لكونها نسخة طبق الأصل مكتوبة على ورق مطلي بالذهب الحقيقي، وحول الآلية والفترة الزمنية التي يستغرقها إعداد النسخة طبق الأصل، يقول سترزل إن إعداد النسخة يتراوح مابين عام إلى عامين، كون غالبية العمل يتم بشكل يدوي، وتبدأ العملية عندما يقرر العميل شراء النسخة بعد الإطلاع عليها في المعرض في نموذج مصور، ويتم إبرام عقد مع المتحف الذي يوجد فيه الكتاب، للسماح بالتصوير الرقمي، ودفع الرسوم المترتبة على ذلك والتي تتراوح ما بين 25 ألف – 100 ألف ريال، لتتم بعد ذلك عملية المسح الرقمي، وإعداد نسخة أولى مطابقة، ويتم التأكد من مطابقتها تماما للأصل، بما في ذلك الثقوب، نظرا لقدم النسخ وتأثيرات العامل الزمني عليها، وبعد ذلك يتم طباعتها على ورق يشبه إلى حد كبير ملمس الورق الأصل، ما يمنح القارئ شعورا بامتلاكه لنفس النسخة الأصلية تماما.

ويحرص الدكتور مايكل على المشاركة في كافة المعارض العالمية، مؤكدا وجود الكثير ممن يهتمون بشراء الكتب النادرة، إلا أنه يشارك في معرض الرياض للمرة الأولى، بعد مشاركته في معرض الشارقة العام الماضي، حيث باع عددا من النسخ من المصحف الذهبي هناك، ويروي بعض المواقف الطريفة قائلاً: "إن العرب يحتاجون إلى مدة طويلة تصل إلى عامين في بعض الأحيان لاتخاذ قرار الشراء، إلا أنهم يريدون الحصول على النسخة في اليوم التالي إذا ما قرروا شراءها".