عالم اليوم لا يعترف بالصعوبات.. المنافسة فيه كبيرة وشرسة ولا مجال فيه للمبررات والتهاون والكسل. عالم لا هوادة فيه ولا رحمة لأصحاب المبررات والمتهاونين والكسالى.. ولا وقت فيه للتباطؤ والانتظار.. عالم يحترم الجادين المنتجين الذين يعيشونه كما هو لا كما يريدون. لامجال فيه لكثرة الحكي والقصص الجميلة.. عالم يعترف فقط بالفعل والإنجاز والابتكار والمنافسة. ولا يعترف بالخطوات الصغيرة وقصيرة المدى بل بالمشروعات الكبيرة والخطوات المتقدمة.. إنه عالم من نوع آخر يحتاج لعقليات من نوع آخر تعترف به وبصعوباته وبشراسته ومتطلباته وتعايشها وتتقبلها وتتعامل معها بما يجب بوعي كامل وبهمة عالية. يُنظر فيه إلى الإنجاز ولا يتم التوقف بسبب إخفاق هنا أو صعوبة هناك، بل ينظر إلى هذه الصعوبة وذلك الإخفاق كسبيل لايؤدي إلى الحقيقة نتعلم منه لتضيء لنا تلك الصعوبة وذلك الإخفاق سبيلا آخر يوصلنا إلى الحقيقة التي ننشدها ثم نمضي قدماً دون توقف أو إحباط.. هذا هو عالم اليوم.
مؤسساتنا العلمية والبحثية والتعليمية فيها إنجازات كبيرة تستحق الإشارة إليها لكنها لا تترجم إلى مشروعات عملية تساهم في الاقتصاد.
لدينا الكثير من الاكتشافات وبراءات الاختراع وبسبب قصور هنا أو مشكلة هناك أو صعوبة في مكان آخر تتوقف تلك الإنجازات عند حدود الاحتفاء بها وتبهرنا أنوار الزهو والاحتفاء فنستمتع بها ولم نغادر حدودها.
تحدثنا في مقالات سابقة عن أمثلة لاكتشافات ومبادرات لجامعات في دول كبيرة ودول صغيرة مثل كوريا التي ساهمت جامعاتها في نقلة نوعية في اقتصادها وحولتها الجامعات إلى دول صناعية وشركة "سامسونج" وغيرها من الأمثلة شواهد على ذلك كان مردودها على تلك الأوطان تقدماً وازدهاراً وشكلت لها دخولاً كبيرة.
حمدنا ونحمد الله على المفاجأة التي فاجأت بها جامعة الملك سعود الوطن بـ"غزال 1" لأننا نؤمن إيمانا لايتزعزع أن الجامعة تسير في هذا الاتجاه.. هذا "الغزال" أبهجنا ونظرنا إليه وتغزلنا به لأنه يملك من مقومات الجمال الكبيرة والكثيرة ما لم يملكه أي غزال آخر مهما كان حسنه ورشاقته وخفته ووثارته.
لماذا؟
لأن "الغزال" سعودي المنشأ والولادة.. أبهجتنا العقول السعودية التي فكرت فيه والأيدي السعودية التي بنته.. والأرض السعودية التي أنتجت مواده الخام.. هذا هو سر جمال "الغزال" السعودي.
إنه ليس "غزالاً" يمشي على الأرض.
- إنه وطن سعودي يثبت أنه تحول للعالم الأول.
- إنه مجتمع سعودي يثبت أن أبناءه قادرون على الإبداع والابتكار والمنافسة.
- إنه وثبة كبيرة وعظيمة لمؤسساتنا العلمية والتعليمية والبحثية.
- إنه فكر متقدم يثبت أنه قادر على العطاء والإنجاز.
"غزالنا" الجميل المبهر هذا لا بد أن تتبعه غزلان من نفس المؤسسة ومن بقية المؤسسات الأخرى التي يجب أن تتنافس على من التي يكون غزالها أكثر حسناً وبهاء...
لا بد أن نرى غزلانا أخرى وفي مجالات أخرى في بقية المؤسسات وبالنسبة لـ"غزال 1"، فإن المجتمع السعودي يريد أن تتوج فرحته بهذا الغزال بأن يرى إنتاجاً على المستوى التجاري.. وأقترح أن تقوم الدولة بفرض شراء هذا المنتج على الوزارات والمؤسسات والشركات ليحل محل السيارات المشابهة له تشجيعا للإنتاج الوطني ودعماً للشركة التي ستتولى إنتاجه على مستوى تجاري. كما أقترح أن تقوم ذات الشركة بإنتاج أنواع منه على مستوى ومواصفات سيارات "التاكسي". وبالتالي لا يسمح لأي من شركات "التاكسي" باستخدام غيره. هذه خطوة مهمة نكرس بموجبها تشجيع الصناعات الوطنية وندعمها ونعزز نجاحاتها.
ياقوم.. هل أنتم مبتهجون مثلي.. متفائلون معتزون بوطنكم وما هو قادم عليه..
إننا قادمون للعالم الأول.. فلنصفق جميعاً لهذا الوطن ولهذه الإنجازات.. إنها حقاً مفخرة يجب أن نطيل الحديث فيها لنعززها ونشجعها لنحفز القائمين عليها على المزيد وندفع الآخرين لمثلها. إنه حديث مبهج وحديث يكسبنا الاعتزاز والزهو والفخر.