تحدثت بالأمس عن الابتعاث النور، واليوم سأتحدث عن الابتعاث المأساة.
أحمد الأحمري طالب الماجستير بعث إلي برسالة مؤلمة؛ لما تضمنته من مشاهد وصعوبات يواجهها المبتعث السعودي في بريطانيا. واختار منها مجموعة من الفقرات:
"نشتكي من أمور كثيرة ولكن لا وقت لسردها.. في هذه الأيام صدر قرار الملك حفظه الله بإلحاق جميع الطلاب في دول كثيرة ولكن لم يشمل بريطانيا بسبب عرض الملحق الثقافي بأن هناك تكدسا في بريطانيا"!
"الكثير من الطلاب يمرون بظروف نفسية صعبة بسبب الضوائق المالية التي يتعرضون لها، لا يستطيع العودة فقد قطع مشواراً في دراسته ليس بالسهل ولا يستطيع أن يكمل بسبب الظروف المادية، والسبب التكدس"!
"زارنا الدكتور الموسى ولم يعطنا الوقت الكافي لنتناقش معه في قضية التكدس، لم يتح لنا الفرصة لنخبره بأننا قطعنا مسافات طويلة في الدراسة ومن الصعب ترك ما بدأناه والبحث من جديد لقبولات في أمريكا ونحن قد التزمنا بعقود سكن لمدة سنة وأكثر والدفع مقدماً".
"أوقفوا 19 جامعة بحجة التكدس لم نعترض على إيقاف تلك الجامعات ولكن نحن على استعداد للدراسة في جامعات غير موقفة ولم يشملها نظام التكدس لكن نريد اللحاق فقط لا غير".
قلتُ: الذي أعرفه أن قرار الملك لم يكن مشروطاً بالتكدس. كما لم يستثن بريطانيا، وهذه المشكلة أرفعها إلى خادم الحرمين (أبا متعب). ورسالة الأحمري بقيت لأيام تؤرقني لأنها مسؤولية حقيقية، أبناؤنا على أرصفة بريطانيا يمشون حزانى لا يدرون من أين يصرفون على أنفسهم؟ ما أعرفه أيضاً أن القرار الملكي لا ينقضه ملحق ثقافي. لأن الملك هو رمز السلطات. وقراره هو الذي ينفذ وليست جرة قلم ملحق ثقافي يتعذر بالتكدس. بل ولا قرار – حتى- وزير التعليم العالي.
قال أبو عبد الله غفر الله له: الملك والد الجميع، أتمنى من أعماق قلبي أن أكون قد وفقت في إيصال رسالة الأحمري الشفافة الأنيقة إليه. فالملك قال كلمته ووعده ولا ينقضه كائناً من كان. ونحتاج بالفعل إلى توضيحات من المسؤولين عن فكرة "التكدس".
من ذا الذي يحاول ربط شرطٍ بكلمة الملك؟! ومن ذا الذي يحاول نقض وعده؟! هذا ما نحتاج معرفته بكل جدية ووضوح. ما هو التكدس المزعوم؟