تتقدم صدارة مشهد النشر دار جداول، رغم مضي عامين فقط على تأسيسها. وبعيدا عن الكمية النوعية التي ميزت الدار وتنوع إصداراتها بين مختلف الحقول (إبداع، ترجمة، فكر) حصدت الدار جائزة الشيخ زايد آل نهيان- فرع الترجمة نظير ترجمتها لكتاب (أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية) للمفكر والفيلسوف الألماني أدموند هوسرل، وترجمة من الدكتور أبي يعرب المرزوقي.
وقال محمد السيف (أحد مؤسسي الدار ومالكيها): اعتبر الدكتور فتحي المسكيني ترجمة هذا الكتاب حدثا ثقافيا من طراز رفيع، ليس فقط لأهمّية الكتاب، إذ هو العمدة في التقليد "الفينومينولوجي" بل لأن الترجمة العربية أرادت بقصد شديد ليس فقط نقل معاني هذا الكتاب نقلاً إجرائياً بل العمل على تأصيلها وتخريجها من داخل إمكانات التقوّل المتاحة في لغتنا، وليس الاقتصار على فرضها عليها بحجج صناعية خارجية. كما أن قراءة الصيغة العربية من نصّ هوسرل الألماني تجعلك تقف لأوّل وهلة على أنّ «النص» الأجنبي لم يعد له أيّ تأثير على وتيرة النص العربي، كما يقول المسكيني. النجاح الذي حققته جداول رغم قصر عمرها، الذي لم يتجاوز سنة وخمسة أشهر، مرجعه بحسب السيف أنه فور انطلاق الدار ومباشرتها لأعمالها بذل الزميل الدكتور يوسف الصمعان، الرئيس المشارك في جداول، جهداً مضاعفاً ومميزاً من أجل نشر هذا الكتاب نظراً للحاجة الملحة لترجمته إلى العربية.
و بلغ مجموع ما ترجمته الدار منذ تأسيسها حيث انطلقت أعمالها بتاريخ 01/10/2010 (22) كتابا مترجما من عدة لغات إنجليزية وفرنسية وألمانية وفارسية وتركية، في حين بلغت منشورات جداول خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة (125) كتاباً.