الخبر يقول "142 أغنية سعودية خالصة الصنع في طريقها إلى الهواء لتنقية الأجواء الغنائية تم إطلاق سراحها من سجون أرشيف إذاعتي الرياض وجدة بعد أن ظلت أسيرة خلف ركام الأتربة طوال 20عاما".
خبر بالتأكيد مفرح لعشاق الأصالة السعودية والطرب الأصيل، ولكن لمن تهدي أغانيك هذه ياصديقي العاشق؟
في ظل مانسمعه ونشاهده أعتقد أنه لن يكون لها مكان في أذواق المتلقي الجديد الذي يعيش في سوق حراج الأصوات وتعوّد على نمط معيّن من الأغاني التي لن يتنازل عنها حتى لو أدخلنا هذه الإبداعات في مناهج التعليم.
جيل هيفاء ونانسي وشعبان عبدالرحيم، الذي تشبع بهم من الوريد للوريد، ماذا تتوقع له وهو لم يتعرف أبدا على من هو سمير الوادي أوفوزي محسون أو القثامي أو السندي؟
بعد أن طمسنا الأعمال هذه لمدة 20 عاما وعلى طريقة عادل إمام"عاوزني أوقف "!
ياأخي "فقندش" الفن أصبح يكيل بالبذنجان وأنت "عاوزني" أستمع "لعروس الروض".
أتحدى أن تصل إلى متلقي اليوم أغان على شاكلة "حاول كدا وجرب" و"روح احمد الله وبس" للمبدع الراحل فوزي محسون أو "أرسلت للغالي حبي بقرطاس". قرطاس ونحن في زمن الجوال والإيميلات والبي بي.
ولكن أعترف لك أن هناك قلة قليلة مازالت تبحث عن هذه الأعمال التي نعتبرها نحن فنا راقيا.
ولأنني من محبي الإذاعات وأستمع بشكل كبير لإذاعتي جدة والرياض أحب أن أشيد بما تقدمه هاتان الإذاعتان من أعمال يمكن أن تفيد المتابعين.
في البرنامج الثاني إذاعة جدة على سبيل المثال هناك برامج عديدة قريبة من القلب ومشاكل الناس، وبرنامج الغائب الحاضر سعود الجهني أقرب مثال لتلمس احتياجات الناس البسطاء وطلباتهم الحياتية.وحتى لا تكون هناك أي مجاملة لأحد آمل أن تدير المؤشر على برامج إذاعة البرنامج الثاني وتكتشف الفرق بين إذاعة تعطيك وإذاعة تأخذ منك.
استمعوا لسلامة الزيد في حواراته، ولفريد مخلص تجولوا داخل أبوابه، وتعاطوا مع المتعة في البرامج الشبابية التي تقدمها بنت الطعيمي .
دعوة لقضاء يوم واحد فقط مع إذاعة البرنامج الثاني حتى نكتشف أسباب فوزها بجوائز من خارج الوطن. وأيضا نكتشف أن الإذاعة ما زالت حية ولم يغتلها التلفزيون، وأن شبابنا بخير.
فقط استمعوا وعوا وأديروا المؤشر على إبداعات الشباب في إذاعاتنا المحلية.