على القناة التي يطلق عليها اسم قناة الأسرة العربية، وفي البرنامج الأشهر من نار على علم "صدى الملاعب"، والذي يبدؤه مذيعه عادة بعبارة على الشاشة الأكمل والأجمل والأحسن وكل أفعال التفضيل، وفي برنامج جلّ مشاهديه من الرجال سترى عيناك الحسناوات يتناوبن على الظهور ليسوقن للبرنامج! والشاطرة من تكشف أكثر أو من تبدو بمظهر أكثر إغراء واستقطابا وجذبا للمشاهدين، بل تظهر بعضهن وهن لابسات "من غير هدوم" كما يقول الكوميديان عادل إمام! وأتساءل هل يحتاج برنامج له جمهوره الرياضي العريض لتسويق نفسه باستخدام جواري القرن الواحد وعشرين؟! وهل ينقص البرنامج شهرة ونجاحا ومشاهدة ليلجأ إلى إظهار محاسن ومفاتن ودلع ودلال هذه وتلك من النجمات والفنانات؟! ولماذا يستخدم مذيع قديم ومحترف كمصطفى الآغا وسائل رخيصة وممجوجة كهذه؟! بل ألا يفترض أن ينأى برنامج ناجح عن الاقتيات على هذه الطرق الفجة والمستهلكة، إذا كان على ثقة من قوة ما يقدمه من مواد وقدرتها على جذب المشاهدين؟
تشييء المرأة وتسليعها وجهان لعملة واحدة، وهو ما ترفضه كل امرأة حرة لا ترى في نفسها شيئا لا يملك القدرة على الفعل والتصرف، في ذات الوقت الذي لا تقبل فيه أن تكون سلعة تباع بها الأشياء وتشرى، وترتفع بواسطتها نسب المشاهدة وسوق الإعلانات! تسليع المرأة هو الصورة الحديثة من استرقاقها بطرق "مودرن" جدا، وهي صورة تعيد إنتاج نفسها عبر وسائل الإعلام بروافدها المختلفة! وهناك مواقع وصحف ورقية وإلكترونية في كافة بلاد العالمين تقتات وتعتاش على صور النساء وجمالهن وإظهار محاسنهن ولحومهن المكشوفة! سترى أيضا جواري وقيان القرن الواحد والعشرين منتشرات في "الفضائحيات" العربية وغير العربية، وهن الماركة الجديدة والعصرية للقيان، اللواتي كن يتعلمن الغناء وإلقاء الشعر ورواية الحكايات في العصور الغابرة من الزمان لتسلية وقت صاحب "الحريم" المتربع على عرش النسوان المقيدات باسمه وتحت ملكيته!
يشاهد برنامج "صدى الملاعب" آلاف المشاهدين، بل أستطيع أن أقول يشاهد "أصداء العالم" - وهو اسم البرنامج حاليا- ملايين المشاهدين المنتشرين على وجه البسيطة، خاصة ونحن في خضم حمى المونديال التي تصيب سكان الكرة الأرضية مرة كل أربع سنوات! وصدقني يا مصطفى الآغا ستجد من يشاهد برنامجك ويتابعك حتى لو لم تسوق له مستخدما جواري الألفية الثالثة!