أكدت دراسة بحثية حديثة أن الزواجات الجماعية في مدن وقرى الأحساء تواجه تحديات مستقبلية واقتصادية كبيرة، أبرزها تصاعد مطالب النساء، وأنماط وأشكال التعبير عن الفرح في الجانب النسائي.

وأوضح الباحث الرئيس في مشروع الدراسة عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل الدكتور أحمد اللويمي في حديثه إلى "الوطن" أن المجتمع في الأحساء عاش متغيرات اجتماعية واقتصادية كبيرة في غضون العقدين الماضيين يمكن رصدها في تغير الكثير من العادات الاجتماعية المتمثلة بتصاعد مطالب النساء، والتصاعد الكبير في الأسعار مما جعل التكلفة المالية على الجانب النسائي من تأجير صالات الأفراح، ومتطلبات مشاغل التجميل، وصالات الأفراح النسائية، تعد تكلفة مضافة على تكلفه الزواج الجماعي، بجانب معاناة أسر المتزوجين في الحصول على صالات الأفراح للنساء بالأسعار المطلوبة، وذلك لمحدودية عددها والطلب الكبير عليها في الليالي المحدودة للزواج الجماعي.

وأضاف أن هذا التغير الاجتماعي والاقتصادي دفع البعض للابتعاد عن أوقات الزواج الجماعي، والتكتل على المستوى العائلي لتخفيض تكلفه الزواج، لافتا إلى أن هذه الدراسة، أبرزت القرب في التكلفة بين الزواج الجماعي والعائلي، كما يتغذى الاندفاع نحو الزواج العائلي بنمو شعور أفرزته التحولات الاجتماعية بالشخصانية، وحب الذات على المستوى العائلي.

وأضاف الدكتور اللويمي أن الزواج الجماعي يواجه تحديا آخر ناجما عن الضغط الكبير الذي يسببه على المتطوعين الذي يستلزم الأعداد للمشروع وقتا طويلا، كما يحتاج تنفيذه إلى جهد ضخم، مشيرا إلى أن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على فعالية واستمرار الزواج الجماعي تستلزم قراءة علمية متأنية، وأن المعالجة السليمة لتطوير الزواج الجماعي وتنشيط أدواره المعرضة للتهديد تستلزم الأخذ بوسائل البحث العلمي للتعرف على العوامل المؤثرة على الزواج الجماعي، والكشف عن المعالجات الناجعة لإبقائه مشروعا منتجا.

وأوصت الدراسة بضرورة تبني مفاهيم استشراف المستقبل للتنبؤ بالتحولات المهددة، والمتغيرات المؤثرة على سير هذا المشروع، والاستشراف لما يمكن العاملين من ابتكار الطرق اللازمة وإبداع الأدوات المهمة للتطوير المستمر في أهداف الزواج، وهيئة وبنية تنفيذه.

وأكد الباحث أن هذا المشروع الاجتماعي الحيوي يكسب ديمومة أكبر، وتتأصل منافعه الاجتماعية والاقتصادية في خدمة الوطن والمواطنين من خلال الدعم المتواصل، والعناية الكبيرة لأجهزه الدولة ذات الصلة.

وأكد الدكتور اللويمي أن نتائج الدراسة، أثبتت أن مهرجانات الزواجات الجماعية في الأحساء، تمثل مشروعا اجتماعيا وطنيا لتوفير فرص استمرار مؤسسه الزواج، والتغلب على العقبات الاقتصادية والاجتماعية، وهي تساهم بشكل فاعل في دعم الأمن الاجتماعي، وتنمية المجتمع، كما تمثل بيئة فاعلة في تطوير الكفاءات الشبابية في مجال العمل التطوعي، وتطوير الموارد الاجتماعية، مؤكدا أن مشروع الزواج الجماعي حقق على مدى عقدين من الزمن مصالح اقتصادية كبيرة ولعب دورا مهما في تمكين الشباب من الذهاب لعش الزوجية.