ربما لم يكن صباح اليوم الأخير لمنتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم فعالياته أمس، صباحا اعتياديا مثل صباحات الأيام السابقة، بل حوى عددا من المناقشات الجانبية قبل ساعة من بدء الجلسات، أطلق عليها سالم العنزي لقب "الطاولة المستديرة" التي ابتكرها "الملك آرثر".
أربعة شخصيات متنوعة في التفكير بعضهم أطلق على نفسه لقب "رجل أعمال مبتدئ"، واثنان وصفا أنفسهما "بالمهتمين بالشأن الاقتصادي من بعيد"، فيما قال الأخير عن نفسه إنه "ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالاقتصاد"، ولكنه في الوقت ذاته يصر على أنه يحمل "حلولا اقتصادية بسيطة غير معقدة للشباب".
في هذه الطاولة لا يوجد أي موانع أو نقاط نظام لأخذ الفرصة في الحديث الاقتصادي، الكل يدلي بدلوه في الشأن الاقتصادي "المحلي" و"الإقليمي" و "الدولي"، وما يحدث من صراعات بين الشركات العابرة للقارات، وبطرح حر خالف في بعضه ما قاله الخبراء الدوليون في المنتدى الاقتصادي، فيما تحول بعض الضيوف في نظرهم إلى "نجوم" يلاحقونهم بين أروقة المنتدى كالذي يفعله مصورو المشاهير "الباباراتزي".
رجل الأعمال سالم العنزي الذي يملك مؤسسة صغيرة تقوم باستيراد الملابس الجاهزة من الصين، انتقد عدم طرح تداولات "دور المنشآت الصغيرة" بين جلسات المنتدى الاقتصادي، واصفاً أنها تدخل في صميم شعار الدورة الثانية عشرة "ما بعد الآفاق .. اليوم نبني اقتصادا لغد أفضل"، يسترسل العنزي بالقول " أول أمس حينما تحدث الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، كان يضع بين حديثه الكثير من التفاصيل حول دور المشاريع الصغيرة للشباب في بناء التنمية الاقتصادية"، وأنا هنا أتساءل من باب "الركيزة الاقتصادية" لذا لم يكن على جدول أعمال المنتدى مثل هذه المواضيع.
في حين كان فؤاد الحربي الذي جاء للمنتدى "مجاملة" مع صديقه العنزي دون وجود أي قواعد للفكر الاقتصادي يملكها – كما يقول- لكنه من خلال الجلسات التي تابعها يريد أن يقدم رؤية بلورها من خلال "متابعاته الإخبارية"، فيما يتعلق بالعلاقة مع الصين، خاصة أن الكثير من المتحدثين الرئيسيين في المنتدى طرحوا "الترابط" الاقتصادي الكبير بين دول الخليج وجمهورية "التنين". يضيف الحربي أنه يجب على "دول مجلس التعاون" ممارسة الضغوط على الصينيين من خلال صادراتها الرئيسية "النفط والبتروكيماويات" لتعديل موقفها السياسي من "الثورة السورية"، خاصة أن الأخيرة تستقطب يومياً من الخليج والمملكة ما يقارب مليوني برميل نفط يومياً.
في أثناء الجدل "الاقتصادي" بين مجموعة الطاولة المستديرة، كانت مداخلة المهندس السوداني سامي كباشي تركز على جلسة "تجربة دول البريكس" وهي (البرازيل، روسيا، الهند، الصين)، إلا أنه اختلف مع خبراء النقاش في تلك الجلسة، بالقول :"البرازيل لم يتم التطرق لها بالشكل الكبير رغم أنها تحمل في طيات اقتصادها نمراً مالياً لا يمكن الاستهانة به". حماس كباشي للبرازيل لم يأت من فراغ، باعتبارها "دولة ذات اقتصاد قوي، إذ تصنف العاشرة في قائمة الدول حسب دخلها السنوي، ومن حيث قدرتها على التنوع الاقتصادي في صادراتها التي تشتهر بإنتاج البن والسكر وفول الصويا والمعدن".