موافقة مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بإنشاء أكاديميات رياضية تتبع للأندية في المملكة , ستفتح آفاقا جديدة في صناعة الكرة السعودية بصفة خاصة والألعاب الأخرى بصفة عامة, بعد أن باتت الموهبة تنضب من حوارينا وشوارعنا وبعد أن قلبت الموازين الاقتصادية العقول الاستثمارية رأسا على عقب, وأتت على كل مساحة خالية لإقامة مشاريعها الاقتصادية والاستثمارية.
الآفاق الجديدة سيكون أولى نوافذها_ إذا رسم لها الطريق الصحيح _، أنها ستقضي على البطالة المقنعة لدى الكثير من الرياضيين الذين رمتهم الأقدار وعامل الزمن خارج أسوار أنديتهم، يقتاتون ما يسد رمقهم على الصدقات والتبرعات, بعد أن غاب عن أذهان مسؤولي الرياضة إيجاد مواءمة بين أمانات المناطق في تشغيل واستثمار الرياضيين في الساحات الرياضية والشعبية داخل الأحياء لاكتشاف وصقل المواهب الرياضية.
ولأن القائمين على الأندية السعودية باستثناء(القلة) يبحثون عن الواجهة بصورة سريعة، فإنهم لم يفكروا ولم يحاولوا خلق مشروع الأكاديميات الكروية,ومعرفة جدواها الاقتصادية والرياضية,بل كان تركيزهم على اهتمامات أخرى لصناعة أقصر طرق الشهرة, ومن خلال المحاولات الماضية لإنشاء الأكاديميات الكروية بالرياض فإن تلك الأكاديميات فشلت في محاولاتها الأولى كونها اعتمدت في الأساس على هدف ربحي بحت, وكان لها السقوط من العتبة الأولى!!
ولكي نعزز موافقة مجلس الوزراء التي تعتبر لحظة تاريخية في مسار صناعة الرياضة السعودية، فإن من الواجب أن يقف القطاع الخاص في الصف الأمامي لدعم تلك الأكاديميات مقابل أن تحمل الأكاديمية الرياضية اسمه وشعاره, فالقطاع الأهلي (باستثناء قطاع الاتصال بأنواعه) مازال يواصل رحلة الجفاء عن الرياضة التي تعد أهم رافد لاقتصادياتها لو فهمت جيدا.
حين يرسم صناع الرياضة السعودية البنية التحتية للأكاديميات الكروية التي يوليها نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل جل اهتمامه لكي ترى النور منذ عدة سنوات,فإن المنتج السعودي لن يكون رياضيا فحسب, بل سيكون أيضا إداريا وماليا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا, في ظل تقصير الأندية السعودية ذات المنشآت النموذجية بحق شباب الوطن والذي يظهر جليا خلال فترة الصيف التي تتوقف فيها الدراسة، بل إن الأكاديميات بمختلف تخصصاتها المستقبلية ستكون خير مصنع (بشري) لإنتاج العنصر الإداري والرياضي, وأفضل وسيلة للقضاء على الجريمة والحد من أخطارها المحدقة بالمجتمع، بعد أن دفع عقوق الأندية والجهات التابعة لها للمجتمع، إلى أن ينشأ لدينا جيل (الكدش) وموضة (طيحني). فنحن لانريد أكاديمية (سامحني يابابا)!