يعاني شباب منطقة الباحة والمحافظات التابعة لها من قلة الخيارات والفرص المتاحة لهم لقضاء أوقات فراغهم وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم، نتيجة غياب الأماكن المخصصة للأنشطة الشبابية، سواء الترفيهية أو الرياضية أو الثقافية، الأمر الذي أدى إلى ظهور الكثير من المشاكل المتكررة، والتي كانت لا تظهر إلا مع مطلع كل صيف.

ويقول الشاب علي الغامدي إن غياب الأماكن المخصصة للشباب بالمنطقة يشكل أزمة حقيقية في الوقت الذي يتمتع فيه شباب المدن الرئيسية بممارسة هواياتهم المتنوعة مثل التحجير أو السباقات أو عروض السيارات المعدلة، دون أن يشكلوا أي إزعاج للسكان. ويؤكد الغامدي أن المنطقة تشهد كثافة سكانية عالية والشريحة الكبيرة فيها هي فئة الشباب في ظل وجود الجامعة التي أكدت وجود الشباب في المنطقة وبالطبع فهم يحتاجون إلي الكثير من المتطلبات والمواقع الترفيهية.

ويقول الشاب خالد الزهراني الذي يمارس هواية تعديل السيارات: كل فترة نشاهد تجمهر مجموعة من الشباب بسياراتهم المعدلة والتي تصدر أصواتا مزعجة في الطرق الرئيسية والفرعية والمواقع المخصصة للعوائل، مما يتسبب في إزعاج كبير للسكان. ويضيف: كل ذلك يجعل المرور والدوريات الأمنية تتدخل لتفريق الشباب. ويتساءل عن البديل والمكان المناسب الذي يحتوي كل هؤلاء الشباب.

ويقول عبد الإله أحمد الغامدي: أصابنا الروتين اليومي الممل وغياب المراكز الشبابية المتخصصة بحالة من اليأس وشكل لدينا معاناة من عدم قدرتنا على ممارسة هواياتنا وتنمية مهاراتنا ومواهبنا نتيجة ندرة الأماكن والساحات الترفيهية والرياضية والمتنزهات المتاحة لنا لممارسة هواياتنا وقضاء أوقات الفراغ بها، مستغرباً عدم تنفيذ الأمانة والبلديات لمشاريع شبابية أسوة بالمدن الأخرى تضم ملاعب وحدائق وساحات استعراض وغيرها.

ويقول أحد افرد مجموعة السيارات المعدلة بالباحة على الغامدي: نسقنا قبل عدة أيام مع عدد من الجهات ذات العلاقة لتنظيم استعراض خاص لسيارات مجموعة من الشباب الذين تم تجميعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"بلاك بيري" و"تويتر" وغيرها، مشيراً إلى أنهم فوجئوا عند بداية الفعالية بتدخل الدوريات الأمنية وتفريقهم بل ومطالبتهم بإيجاد مكان مناسب لممارسة هوايتهم. وطالب الغامدي الجهات المسؤولة بالمنطقة بالالتفات لهذه الفئة التي هي بحاجة إلى برامج وفعاليات وأماكن ترفيهية تملأ عليها أوقات فراغهم.

ويؤكد كل من سعيد عائض وأحمد محمد وحمدان الزهراني أن الحل الأمثل لتلك المشكلة هو تأسيس أندية خاصة لذلك النوع من الهوايات وإيجاد موقع يضم كافة شباب المنطقة، إضافة إلى إدراجها ضمن فعاليات مهرجان الربيع في الشتاء بتهامة والصيف بالباحة أسوة بالمدن الرئيسية، مشيرين إلى أنه أصبح هناك محترفون لهذه الهوايات بالمنطقة وأصبحوا مرجعا لكثير من عشاق السيارات الذين تكلفهم تلك الهواية الكثير من الجهد والمال.

وفي المقابل يؤكد الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة المقدم سعد صالح طراد أن الدوريات الأمنية والمرورية لا تتدخل إلا في حالة وجود مخالفات أو مضايقات ومطالبة بمنع تلك التجمعات ومطالبة هؤلاء الهواة باختيار المكان المناسب لممارسة هواياتهم بعيدا عن مضايقة العائلات في أماكن تجمعهم.